موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى العلم العيسوى ومن أين جاء وإلى أين ينتهى وكيفيته وهل تعلق بطول العالم أو بعرضه أو بهما
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 169 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الأزلي عين الحياة الأبدية وإنما ميز الطرفين أعني الأزل والأبد وجود العالم وحدوثه الحي وهذا العلم هو المتعلق بطول العالم أعني العالم الروحاني وهو عالم المعاني والأمر ويتعلق بعرض العالم وهو عالم الخلق والطبيعة والأجسام والكل لله أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ قُلِ الرُّوحُ من أَمْرِ رَبِّي تَبارَكَ الله رَبُّ الْعالَمِينَ وهذا كان علم الحسين بن منصور رحمه الله فإذا سمعت أحدا من أهل طريقنا يتكلم في الحروف فيقول إن الحرف الفلاني طوله كذا ذراعا أو شبر أو عرضه كذا كالحلاج وغيره فإنه يريد بالطول فعله في عالم الأرواح وبالعرض فعله في عالم الأجسام ذلك المقدار المذكور الذي يميزه به وهذا الاصطلاح من وضع الحلاج‏

[كن- علم عيسى- الرحمة الشاملة]

فمن علم من المحققين حقيقة كن فقد علم العلم العلوي ومن أوجد بهمته شيئا من الكائنات فما هو من هذا العلم ولما كانت التسعة ظهرت في حقيقة هذه الثلاثة الأحرف ظهر عنها من المعدودات التسعة الأفلاك وبحركات مجموع التسعة الأفلاك وتسيير كواكبها وجدت الدنيا وما فيها كما أنها أيضا تخرب بحركاتها وبحركة الأعلى من هذه التسعة وجدت الجنة بما فيها وعند حركة ذلك الأعلى يتكون جميع ما في الجنة وبحركة الثاني الذي يلي الأعلى وجدت النار بما فيها والقيامة والبعث والحشر والنشر وبما ذكرناه كانت الدنيا ممتزجة نعيم ممزوج بعذاب وبما ذكرناه أيضا كانت الجنة نعيما كلها والنار عذابا كلها وزال ذلك المزج في أهلها فنشأة الآخرة لا تقبل مزاج نشأة الدنيا وهذا هو الفرقان بين نشأة الدنيا والآخرة ألا أن نشأة النار أعني أهلها إذا انتهى فيهم الغضب الإلهي وأمده ولحق بالرحمة التي سبقته في المدى يرجع الحكم لها فيهم وصورتها لا تتبدل ولو تبدلت تعذبوا فيحكم عليهم أولا بإذن الله وتوليته حركة الفلك الثاني من الأعلى بما يظهر فيهم من العذاب في كل محل قابل للعذاب وإنما قلنا في كل محل قابل للعذاب لأجل من فيها ممن لا يقبل العذاب فإذا انقضت مدتها وهي خمس وأربعون ألف سنة تكون في هذه المدة عذابا على أهلها يتعذبون فيها عذابا متصلا لا يفتر ثلاثة وعشرين ألف سنة ثم يرسل الرحمن عليهم نومة يغيبون فيها عن الإحساس وهو قوله تعالى لا يَمُوتُ فِيها ولا يَحْيى‏ وقوله عليه السلام في أهل النار الذين هم أهلها لا يموتون فيها ولا يحيون‏

يريد حالهم في هذه الأوقات التي يغيبون فيها عن إحساسهم مثل الذي يغشى عليه من أهل العذاب في الدنيا من شدة الجزع وقوة الآلام المفرطة فيمكثون كذلك تسع عشرة ألف سنة ثم يفيقون من غشيتهم وقد بدل الله جلودهم جلودا غيرها فيعذبون فيها خمسة عشر ألف سنة ثم يغشى عليهم فيمكثون في غشيتهم إحدى عشرة ألف سنة ثم يفيقون وقد بدل الله جلودهم جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ فيجدون العذاب الأليم سبعة آلاف سنة ثم يغشى عليهم ثلاثة آلاف سنة ثم يفيقون فيرزقهم الله لذة وراحة مثل الذي ينام على تعب ويستيقظ وهذا من رحمته التي سبقت غضبه ووَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فيكون لها حكم عند ذلك حكم التأبيد من الاسم الواسع الذي به وسع كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وعِلْماً فلا يجدون ألما ويدوم لهم ذلك ويستغنمونه ويقولون نسينا فلا نسأل حذرا أن نذكر بنفوسنا وقد قال الله لنا اخْسَؤُا فِيها ولا تُكَلِّمُونِ فيسكتون وهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ولا يبقى عليهم من العذاب إلا الخوف من رجوع العذاب عليهم فهذا القدر من العذاب هو الذي يسرمد عليهم وهو الخوف وهو عذاب نفسي لا حسي وقد يذهلون عنه في أوقات فنعيمهم الراحة من العذاب الحسي بما يجعل الله في قلوبهم من أنه ذو رحمة واسعة يقول الله تعالى الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ ومن هذه الحقيقة يقولون نسينا إذا لم يحسوا بالآلام وكذلك قوله نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ وكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‏ أي تترك في جهنم إذ كان النسيان الترك وبالهمز التأخر

[أهل النار]

فأهل النار حظهم من النعيم عدم وقوع العذاب وحظهم من العذاب توقعه فإنه لا أمان لهم بطريق الأخبار عن الله ويحجبون عن خوف التوقع في أوقات فوقتا يحجبون عنه عشرة آلاف سنة ووقتا ألفي سنة ووقتا ستة آلاف سنة ولا يخرجون عن هذا المقدار المذكور متى ما كان لا بد أن يكون هذا القدر لهم من الزمان وإذا أراد الله أن ينعمهم من اسمه الرحمن ينظرون في حالهم التي هم عليها في الوقت وخروجهم مما كانوا فيه من العذاب فينعمون بذلك القدر من النظر فوقتا يدوم لهم هذا النظر ألف سنة ووقتا تسعة آلاف سنة ووقتا خمسة آلاف سنة فيزيد وينقص فلا تزال حالهم هذه دائما في جهنم إذ هم أهلها وهذا الذي ذكرناه كله من العلم العيسوى الموروث من المقام المحمدي والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


مخطوطة قونية
672
673
674
675
676
677
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 169 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!