موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سر صدق فيه بعض العارفين فرأى نوره كيف ينبعث من جوانب ذلك المنزل وهو من الحضرات المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 190 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

تجلى ذلك العلم له فيكون الحق خزانته وهو الحافظ له والمجلى له حتى بذكره هذا الناسي وإن لم يكن الأمر كذلك وإلا فليس بذاكر لما نسي بل هو متعلم علما جديدا مماثلا لعلمه الأول وإنما وقع التجديد في التجلي الذي أعطاه ذكر ما نسي وهي مسألة عجيبة في علم كون العبد نسي ربه في أوقات ما لشغله بنفسه أو بشي‏ء من العالم ثم يتذكره وهذا المنسي الذي لا يقبل التجديد بل هو عينه فمن هنا تعرف علم ذكر ما نسيته وفيه علم البدا وهل يستحيل هذا الوصف على الله أم لا ومن هنا أنكر من أنكر النسخ الإلهي في الأمور والشرائع وقال بإنكاره خلق كثير كما قال بتقريره لا على جهة البدا خلق كثير ونحن سلكنا في علم النسخ طريقا بين طريقين فلم نقل بالبداء ولا نفينا النسخ وجعلناه انتهاء مدة الحكم في علم الله إذ لم يرد حكم من الله ذكر أنه مؤبد أو جار إلى أجل معين ثم رفعته قبل وصول ذلك الأجل فلهذا سلكنا هذه الطريقة فيه وفيه علم من ظهر في غير منزلته بصورة غيره حتى جعل نفسه مشقا أو مثلا لمن تلك صورته ليوقع اللبس ما حكم الله فيمن هذه صفته وما نعته الذي ينبغي أن يطلق عليه وفيه علم الحكمة في الأمور التي تعطي التقديم والأمور التي تعطي التأخير بحكم الجزم أو بحكم الاختيار وفيه علم منزلة المعتبرين اعتبارهم ومن أين تطرق لهم هذا الزلل مع صحة الاعتبار في نفسه فإنه لا زلل فيه وإنما الزلل في المعتبرين وتميز طبقاتهم في ذلك وهو علم عزيز إذ ما كل معتبر يقيم الاعتبار في موضعه وهل المعتبر فيه بفتح الباء لما نصبه الحق هل نصبه لمجرد الاعتبار خاصة فلا يكون له قرار في نفسه إلا ما دام عبرة فإذا ارتفعت عنه صفة الاعتبار من العالم ارتفع وجوده أو هو مقرر في نفسه لا يزول سواء اعتبره المعتبر أو لم يعتبره أو زال الاعتبار من العالم كما يزول في الآخرة عند الإقامة في الدارين وفيه علم إنكار الجاهل على العالم من أين أنكر عليه هل من حضرة أو صفة وجودية في عينها أو عن تخيل لا وجود له من خارج في عين هبل في حضرة خيال المنكر فإن إنكار العالم على الجاهل ما ينكره الجاهل عليه ما هي صورته صورة إنكار الجاهل على العالم وإن اجتمعا في النكران وهل على الحقيقة في العالم ما ينكر أم لا وما هو الإنكار وعلى ما هو حقيقة هل هو أمر وجودي أو نسبة وفيه علم التنافس من أين ظهر في العالم ولما ذا لا يظهر إلا في الجنس وهل التشبه بالإله من هذا القبيل فإن كان فما الجنس الجامع بين الخلق والحق هل الصورة التي نالها الإنسان الكامل المخلوق عليها أو ما ينافس هذا الإنسان الجزئي إلا الإنسان الذي لم يزل يحفظ صورة الحق في نفسه الذي هو ظل له فيحب هذا الإنسان الجزئي أن ينال رتبة ذلك الإنسان الذي هو ظل الصورة الإلهية أو ليس صورة الحق إلا عين هذا الإنسان الذي عبرنا عنه بالظل والحق روح تلك الصورة فيكون الحق ذا صورة وروح كما يتجلى في الآخرة فينكر ويعرف فإن الله ما ذكر ذلك التجلي سدى أعني في ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم له في هذه الحياة الدنيا فما ذكره إلا لينبه القلوب على طلب علم ذلك من الله وفيه علم خزائن الرحموت لا الرحمة وفيه علم الرحمة المستندة إلى إعطاء الإنعام وإلى المقام الذي به رفعت حكم الغضب الإلهي من العالم وإلى المقام الذي يكون منه خلق ما يصلح بالعالم وأعني بذلك كله عالم التكليف ومن هذا المقام تكلم القائلون بوجوب مراعاة الأصلح في حق الحق وفيه علم الترقي في علم الأسباب هل ينتهي أو لا ينتهي وهل الترقي سبب فيرتقي فيه وبه وفيه علم الفتن والملاحم المعنوية ولمن تكون الغلبة فيها والظهور وإلى حيث ينتهي أمر هذا الفتن وفيه علم تشبه العالم بالعالم وطبقاته فمن ذلك ما هو تشبه محمود كتشبه عالم التكليف منا بعالم التسبيح وهو كل شي‏ء مسبح بحمد الله من العالم وكتشبه الإنسان بمن تقدمه في مكارم الأخلاق ومنه ما هو تشبه مذموم وأما التشبه بالحق فذلك التشبه المطلوب عند أكثر أهل الله وأما عند نافلا يصح‏

التشبه بالله وما قال به من الحكماء إلا من لا معرفة له بالأمر على ما هو عليه في نفسه وفيه علم الفرق بين قوله تعالى ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى‏ وبين قوله تعالى ما لَها من فَواقٍ فوحد وثني فما محل التثنية من محل الإفراد أو كيف هو الأمر وفيه علم الخاتمة في الحال قبل كونها هل ذلك خاتمة في حق العالم بها أم لا وهل العلم بذلك من البشرى التي قال الله فيها لَهُمُ الْبُشْرى‏ في الْحَياةِ أم لهذا صورة وللبشرى صورة أخرى‏

فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد بشر جماعة بالجنة وعاشوا بعد ذلك زمانا طويلا

بخلاف بشرى المحتضر وفيه علم القوة الحادثة وتجزئها في المحدثات وهل ثم محدث أخذها كلها أم لا يتصور ذلك وما قدرها من القوة الإلهية هل جزء من كذا كذا جزءا منها أم لا


مخطوطة قونية
6940
6941
6942
6943
6944
6945
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 190 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!