موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل مناجاة الجماد ومن حصل فيه حصل من الحضرة المحمدية والموسوية نِصفها
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 629 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

إن اليقين عبارة عن استقرار العلم في النفس والاستقرار ما هو عين المستقر بل الاستقرار صفة للمستقر وهي حقيقة معنوية لا نفسية فليست عين نفس العلم فجازت الإضافة وإنما قلنا إن الجاهل قد يتصف بالعلم فيما هو جاهل به فهو قوله تعالى فَأَعْرِضْ

عَنْ من تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا ولَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ من الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى‏ فذكر اعلم في الصنفين إنما شرحنا بهذا الكلام ما قلناه في شعرنا فهو يتضمن شرح ما في هذا المنزل فلهذا أوردناه فلنرجع لي ما يعطيه هذا المنزل فنقول والله المؤيد

[من منزل مناجاة الجماد تسبيح الحصى في كف النبي ص‏]

اعلم أن من هذا المنزل تسبيح الحصى في كف النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنزل أكله كتف الشاة ومن هذا المنزل حبه جبل أحد ومن هذا المنزل سلم عليه الحجر ومنه يشهد للمؤذن مدى صوته من رطب ويابس ومنه هرب الحجر بثوب موسى عليه السلام حتى أبصرت بنو إسرائيل عورته بريئة مما نسبوا إليه فقال فَبَرَّأَهُ الله مِمَّا قالُوا وكانَ عِنْدَ الله وَجِيهاً ومنه قالت السموات والأرض لما تعلق بهما الأمر الإلهي أَتَيْنا طائِعِينَ ولما كان طلب حمل الأمانة عرضا لا أمرا لهذا أبت القبول لعلمها أنها تقع في الخطر فلا تدري ما يؤول إليه أمرها في ذلك وحكم هذا المنزل في الشرع واسع فلنذكر بتأييد الله بعض ما يتضمنه هذا المنزل إن شاء الله تعالى‏

[علم الحركات المعقولة والمحسوسة]

فأول علم يتضمنه هذا المنزل علم الحركات المعقولة والمحسوسة فاعلم إن الحركات وهي المعاني التي تكون عنها الانتقالات واختلف أصحابنا فيها هل هي ذوات موجودة في عينها أم هي نسب وهي عندنا نسب وهذه النسب تعطي من الأحكام بحسب ما تنسب إليه فلها نسبة في المتحيزات تخالف نسبتها في غير المتحيزات ونسبة في الأجسام تخالف نسبتها في الجواهر وما من موجود إلا ولها فيه نسبة خاصة وإن كانت نسبة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الباقي من الليل‏

وهو موصوف سبحانه بأنه على عرشه مستو بالمعنى الذي أراده وهُوَ سبحانه مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ كما يليق به وهو أقرب من حَبْلِ الْوَرِيدِ إلينا وهو تعالى في العماء ما فوقه هواء وما تحته هواء فهذا كله يدلك على ما يراد بالانتقالات فقد يكون ظهور حكم صفة على صفة وقد يكون الانتقال من حال إلى حال وقد يكون من حيز إلى حيز وقد يكون من مكان إلى مكان وقد يكون من منزلة إلى منزلة فقد أعلمتك أن الانتقال سار في جميع الموجودات على ما تستحقه ذواتها فتختلف كيفيات النسب وكله راجع إلى حكم الحركة ومن هذا الباب قوله تعالى سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ وقوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ ثم لتعلم بعد أن قررنا هذا أن الحركة في المتحركات على قسمين طبيعية وهي كالنمو في الناميات وعرضية والعرضية اختيارية وغير اختيارية فالاختيارية لا توجد إلا في الحيوان وغير الاختيارية تكون في الحيوان وغيره وقسرية وهي التي تقع من غير المتحرك سواء اقتضاها طبعه أو لم يقتضها طبعه فالجماد والنبات الحركة القسرية فيه لا يقتضيها طبعه وغير الجماد تكون فيه على خلاف ما يقتضيه اختياره وقد يكون المحرك من جنس المحرك وقد لا يكون وقد تكون الحركة قسرية عن حركة قسرية وقد تكون لا عن حركة قسرية فالأولى كتحريك الرياح الأغصان والثانية رمى الإنسان الحجر علوا في الهواء ويدق الكلام في هذه المسألة ويخفى فإنها مسألة عظيمة القدر وما هي من العقول ببال ولها تعلق بباب التولد مثل حركة الخاتم لحركة الإصبع وحركة الكم لحركة اليد وللحركة سلطان عظيم حكمها مشهود في الأجسام ولوازمها ومعقول في المعاني وما لا يعرف حده فلها السريان الأتم في الموجودات وأول حكم لها في كل ما سوى الله خروج الأعيان وانتقالها من حالة العدم إلى حالة الوجود ولا يصح استقرار من موجود أصلا فإن الاستقرار سكون والسكون عدم الحركة فافهم وبعد أن تقرر هذا فإن الحركة التي في هذا المنزل التبس على الناس أمرها فما عرفوا هل هي طبيعية أو قسرية أو طبيعية قسرية أو طبيعية لا قسرية أو قسرية لا طبيعية وإنما تصور الخلاف ممن لم يشهد هذا المنزل ولا دخل فيه وهي عندنا حركة طبيعية اختيارية لإظهار أسرار عن أمر إلهي واختلفوا في السبب الموجب لهذه الحركة هل السبب سبب الحميات أو سببها عالم الأنفاس أو لا سبب لها إلا الأمر الإلهي‏

[تحريك الهواء الأشجار]

فاعلم إن الأمر في ذلك وجود الأمر الإلهي في عالم الأنفاس فتوجه على هذا الكون فحركه فقبل الحركة بطبعه كتوجه الهواء على الأشجار ليحركها بهبوبه فالمشاهد يرى حركة الأغصان لهبوب الرياح والعلم يرى أنه‏


مخطوطة قونية
5862
5863
5864
5865
5866
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 629 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!