موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل القواصم وأسرارها من الحضرة المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 623 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

صاحب مقام مقصور عليه وأما إن كان صاحب تمكين وتبحر في العلم الإلهي أخذ ذلك منه فإنه رسول من الله إليه فإن كان محمودا فقلب عينه في مجرد الأخذ حيث أخذه عن الله ولم يلتفت إلى الواسطة لعلمه بمحلها عند الله من الطرد والبعد فينقلب خاسئا حيث أراد أمرا فلم يتم له بل كان فيه زيادة سعادة لهذا الشخص ولكن من حرصه على الإغواء يعود إليه المرة بعد المرة وإن كان الذي أتاه به مذموما قلب عينه فصار محمودا في حقه بأن يصرفه على المصرف المرضى فينقلب خاسئا حيث أراد أمرا فلم يتم له بل كان فيه سعادة لهذا الشخص فإن كان حال هذا الشخص الأخذ من الأرض أقام له الشيطان أرضا ليأخذ منها فأما إن يرده خاسئا ويفرق بين الأرضين وإما أن يكون متبحرا فيشكر الله حيث أعطاه أيضا أرضا متخيلة كما أعطاه أرضا محسوسة وينظر سر الله فيها ويأخذ منها ما أودع الله فيها من الأسرار التي لم تخطر ببال إبليس ويردها الله لهذا الشخص زيادة في ملكه وإن كان حاله السماء فإن الشيطان يقيم له سماء مثل السماء التي يأخذ منها ويدرج له من السموم القاتلة ما يقدر عليه فيعامله العارف بما ذكرناه في معاملته له بالأرض وإن لم يكن في هذا المقام لبس عليه وتجرع تلك السموم القاتلة ولحق بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا وإن كان حاله في سدرة المنتهى أو في ملك من الملائكة جلى له صورة سدرة مثلها أو صورة مثل صورة ذلك الملك وتسمى له باسمه ثم ألقى إليه ما عرف أنه يلقى إليه من ذلك المقام الذي هو فيه ليلبس عليه فإن كان من أهل التلبيس فقد ظفر به عدوه وإن كان معصوما حفظ منه فيطرده ويرمي ما جاء به أو يأخذه من الله دونه ويشكر الله على ما أولاه وما زاده ثم يرتقي هذا الشخص إلى حال هو أعلى فإن كان حاله العرش أو العماء أو الأسماء الإلهية ألقى إليه الشيطان بحسب حاله ميزانا بميزان فإن كان من أهل التلبيس كان كما ذكرناه وإن لم يكن انقسم أمره إلى ما ذكرناه فقد أعلمتك أن الشيطان لا يجلي للشخص إلا على ما هي عليه حالته في صورة ذلك على السواء وعلى ما استقر في ذهنه مما قررته الشريعة أ لا ترى ابن صياد لما أظهر له إبليسه العرش إذ كان حاله وأبصر ذلك العرش على البحر لأنه رأى الله تعالى يقول وكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ فجلى له العرش على البحر وهو قاعد عليه يأخذ عنه ابن صياد ويتخيل أنه يأخذ عن الله‏

فإن الله قد قال على ما أخبره به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذا ترى قال أرى العرش قال أين قال على البحر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عرش إبليس وخبا له رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الدخان من القرآن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خبأت لك فقال الدخ والدخ هي لغة في الدخان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك‏

يعني إنك ممن لبس عليه الأمر فإنه صلى الله عليه وسلم ما خبا له إلا سورة الدخان وهي تحوي على الدخان وعلى غيره فما خبا له الدخان فأتاه باسم السورة لا بما خبا له وما قال سورة الدخان وإنما قال الدخ ولم يأت في هذه السورة إلا الدخان لا الدخ وإن كان هو بعينه فلم يفرق ابن صياد بين سورة الدخان وبين الدخان فجهل فلهذا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك حيث جاءه من هذه السورة بما يناسب إبليس الذي عرفه بذلك وهو أن الشيطان مخلوق من النار فما رأى من تلك الخبيئة إلا ما يناسبه وما عرف أنها سورة الدخان فالقى إلى ابن الصياد في روعة هذا القدر وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ باسم السورة عند ما عينها في نفسه فسرقها الشيطان واختطفها من لفظه ولو أضمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه ما عرفها إبليس فإنه ليس له على قلبه صلى الله عليه وسلم اطلاع ولا استشراف بخلاف قلب الولي ولهذا إن النبي معصوم من الوسوسة في حال نزول الوحي وفي غيرها لا فرق أ لا ترى الشيطان لما علم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه المثابة والعناية من الله في عصمة قلبه من استشراف إبليس عليه جاءه في الصلاة في قبلته بشعلة نار مخيلة فرمى بها في وجهه وغرضه أن يحول بينه وبين الصلاة لما يرى له فيها من الخير فإنه يحسده بالطبع فتأخر النبي صلى الله عليه وسلم إلى خلف ولم يقطع صلاته وأخبر بذلك أصحابه وأما الولي فقد يلقى إليه في قلبه وقد يسمع منه ما يحدث به نفسه فيطمع أن يلبس عليه حاله كما ذكرناه فمن كان على بينة من ربه فقد سعد وارتفع الإشكال ولا بد للبينة التي يكون عليها أن تكون بينة له وإن لم تكن بينة فلا يقدر أن يحكم بها فإنه قد تكون علامة لا بينة فيتخيل إن العلامة هي‏


مخطوطة قونية
5838
5839
5840
5841
5842
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 623 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!