موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل الألفة وأسراره من المقام الموسوى والمحمدى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 605 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

كان حاله الذلة والافتقار ومقامه الجلال والقبض والهيبة والخوف فإذا كانت أوصاف العبد ما ذكرناه منحه الله العزة والغني في حاله والجمال والبسط والأنس به والرجاء في غيره لا في نفسه فإنه في حق نفسه من ربه في أمان لأنه قد بشر كما قال لَهُمُ الْبُشْرى‏ في الْحَياةِ الدُّنْيا وبشارة الحق حق لا يدخلها نسخ فيؤمن بوجودها المكر ولكن إذا كان نصا وفي هذا المنزل ذوق عجيب لا يكون في غيره وهو أنه إذا كنت في حال من الأحوال فإن الحق يهبك في تلك الحال علما من ذلك الحال لا تخرج عنه مثل الذي ينتقل من العلم بالشي‏ء إلى معاينة ذلك الشي‏ء فلم يحصل له إلا مزيد وضوح في عين واحدة كذلك هذا المنزل وهو منزل منه يعلم الجمع بين الضدين وهو وجود الضد في عين ضده وهذا العلم أقوى علم تعلم به الوحدانية لأنه يشاهد حالا لا يمكن أن يجهله إن عين الضد هو بنفسه عين ضده فيدرك الأحدية في الكثرة لا على طريقة أصحاب العدد فإن تلك طريقة متوهمة وهذا علم مشهود محقق وممن تبرز في هذا المنزل المبارك أبو سعيد الخراز من المتقدمين وكنت أسمع ذلك عنه حتى دخلته بنفسي وحصل لي ما حصل فعرفت أنه الحق وأن الناس في إنكارهم ذلك على حق فإنهم ينكرونه عقلا وليس في قوة العقل من حيث نظره أكثر من هذا ومن أعطى ما في وسعه من حيث ما تقتضيه تلك الجهة فقد وفي الأمر حقه وهذا الذي استقر عليه قدمنا وثبت فلا ننكر على مدع ما يدعيه إلا الإنكار الذي أمرنا به فننكره شرعا وهذا الإنكار حقيقة أيضا لا نشهد إلا هيأة يجب الإنكار بها وفيها كما أنكرنا ذلك عقلا فللشرع قوة لا يتعدى بها ما تعطيه حقيقتها كما فعلنا في العقل وللذوق قوة نعاملها به أيضا كما عاملنا سائر ما نسب إليه القوي بحسب قوته فنحن مع الوقت فننكر مع العقل ما ينكره العقل لأن وقتنا العقل ولا ننكره كشفا ولا شرعا وننكر مع الشرع ما ينكره الشرع لأن وقتنا الشرع ولا ننكره كشفا ولا عقلا وأما الكشف فلا ينكر شيئا بل يقرر كل شي‏ء في رتبته فمن كان وقته الكشف أنكر عليه ولم ينكر هو على أحد ومن كان وقته العقل أنكر وأنكر عليه ومن كان وقته الشرع أنكر وأنكر عليه فاعلم ذلك‏

[ان الهو من حقيقته أنه لا يتحصل ولا يشاهد أبدا]

واعلم أن لهذا المنزل حالا لا يكون لغيره وهو أنه يعطي تحصيل هوية الأسماء الإلهية وهذا خلاف ما تعطيه حقيقة الهو فإن الهو من حقيقته أنه لا يتحصل ولا يشاهد أبدا إلا في هذا المشهد والمنزل فإن عين الظاهر فيه هو بنفسه عين الباطن غير أن هوية الحق لا تدخل في هذا المنزل وإنما قلنا ذلك في هوية الأسماء الإلهية من كون هويتها لا من أنانيتها

[تحصيل علم الأدلة والعلامات من الرسل ص‏]

واعلم أن هذا المنزل إذا دخلته تجتمع فيه مع جماعة من الرسل صلوات الله عليهم فتستفيد من ذوقهم الخاص بهم علوما لم تكن عندك فتكون لك كشفا كما كانت لهم ذوقا فيحصل لك منهم علم الأدلة والعلامات فلا يخفى عليك شي‏ء في الأرض ولا في السماء إذا تجلى لك إلا تميزه وتعرفه حين يجهله غيرك ممن لم يحصل في هذا المنزل وهو علم كشف لأنك تشهده بالعلامة لا تراه من نفسك لأنه ليس بذوق لك ويحصل لك منهم علم القدم وهو علم عزيز به يكون ثباتك على ما يحصل لك من الأسرار والعلوم بعد انفصالك عن الحضرات التي يحصل لك فيها ما يحصل من العلم والأسرار فكثير من الناس من نسي ما شاهده فإذا حصل له هذا العلم من هذا النبي يثبت فيه ثبات الأنبياء ويحصل لك منهم أيضا علم الشرائع في العالم ومن أين مأخذها وكيف أخذت ولما ذا اختلفت في بعض الأحكام وفيما ذا اتفقت واجتمعت حتى إن صاحب هذا الكشف لو لم يكن مؤيدا في كشفه لأدعى النبوة ولكن الله أيد أولياءه وعصمهم عن الغلط في دعوى ما ليس لهم لخروجهم عن حظوظ نفوسهم عند الخلق لكنهم لا يخرجون عن حظوظها عند الحق ولا يصح أن يطلب الحق للحق وإنما يطلب للحظ فإن فائدة الطلب التحصيل للمطلوب والحق لا يحصل لأحد فلا يصح أن يكون مطلوبا لعالم فلم يبق إلا الحظ ومن هذا العلم يداوي العشاق إذا أفرطت فيهم المحبة من هذه الحضرة يستخرج لهم دواء الراحة مما هم فيه من العذاب الذي يعطيه العشق من القلق والكمد والانزعاج ويحصل من مشاهدة هؤلاء الأنبياء أيضا علم ما يحتاج إليه نواب الحق في عباده من الرحمة والقهر والشدة واللين وما يعاملون به الخلق وما يعاملون به الحق وما يعاملون به أنفسهم إذا كانوا نوابا فيستفيد هذا كله وإن لم يحصل له درجة النيابة في العامة ولكنه نائب الله في عالمه الخاص به الذي هو نفسه وأهله وولده إن كان ذا أهل وولد ويحصل له منهم السر الذي به يحيي الجاهل من موت جهله وما يحيي الله به الموتى فإنه راجع إلى منزل الألفة لأن الحياة


مخطوطة قونية
5766
5767
5768
5769
5770
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 605 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!