موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل الهلاك للهوى والنفس من المقام الموسوى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 584 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

حركات في حركتين فلما فتحت الأقفال وأطلعت في الخزائن بدا لي من صور العلوم على قدر حركات مفاتيح تلك الخزانة لا تزيد ولا تنقص فرأيت علوما مهلكة ما اشتغل بها أحد إلا هلك من علوم العقل المخصوصة بأرباب الأفكار من الحكماء والمتكلمين فرأيت منها ما يؤدي صاحبها إلى الهلاك الدائم ورأيت منها ما يؤدي صاحبه إلى هلاك ثم ينجو غير أنه ليس لنور الشرع فيها أثر البتة قد حرمت صاحبها السعادة فيها من علوم البراهمة كثير ومن علوم السحر وغير ذلك فحصلت جميع ما فيها من العلوم لنجتنبها وهي أسرار لا يمكن إظهارها وتسمى علوم السر وكان ممن اختص بها من الصحابة رضي الله عنهم حذيفة بن اليمان خصه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك كان بين الصحابة يقال له صاحب علم السر وبه كان يعرف أهل النفاق حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استحلفه يوما بالله هل في من ذلك شي‏ء قال لا ولا أقوله لأحد بعدك وكان عمر بن الخطاب لا يصلي على جنازة بحضور حذيفة حتى يرى حذيفة يقول بالصلاة عليها فإن صلى حذيفة صلى عمر وإلا فلا فمن علمها ليحذرها فقد سعد ومن علمها يعتقدها ويعمل عليها فقد شقي فلما حصلتها وأحطت بها علما ونزهت نفسي بما عصمني الله به من العناية الإلهية عن العمل بها والاتصاف بأثرها شكرت الله على ذلك وفي هذه المقامات هلك كثير من سالكي هذه الطريقة لأنهم يرون علوما تتعشق بها النفوس ويكونون بها أربابا ويكونون بها أشياخا والنفوس تطلب الشفوف والرئاسة على أبناء جنسها فيخرجون بها فيستعملونها في عالم الملك فيضلون ويضلون ف أَضَلُّوا كَثِيراً وضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ ثم إني انتقلت إلى الخزانة الثانية فرأيت على قفلين منها مفاتيح والقفل الثالث لا مفتاح عليه فرأيت على القفل الأول ثلاثة مفاتيح تحوي على عشر حركات ففتحته ثم جئت القفل الثاني فوجدت عليه مفتاحا واحدا يحوي على أربع حركات فأخذته وفتحت به القفل ثم جئت إلى القفل الثالث فلم أر عليه مفتاحا فحرت ولم أدر كيف أصنع فقيل لي اقرأ على كل قفل لا مفتاح له إن ربك هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ثم قيل لي هذا القفل مفتاحه من مفاتيح الغيب لا يعلمه إلا هو فقلت ذلك فانفتح القفل وانفتحت الخزانة فرأيت صور العلوم على عدد حركات المفاتيح ورأيت صورة علم زائد على ما رأيت من الصور التي ظهرت على عدد حركات المفاتيح فقلت ما هذا العلم فقال العلم الساري في المعلومات والعلوم فجميع العلوم معلومات بهذا العلم لا بأنفسها فعلمت إن أبا المعالي الجويني لما قال إذ بالعلم يعلم العلم كما يعلم به سائر المعلومات وأراد أن العلم الذي به يعلم معلوم ما به يعلم نفس العلم وليس الأمر كما زعم بل يعلم العلم بهذا العلم الساري فتكون العلوم به معلومة وهو لا بعلم فاعلم ذلك فهذا هو الذي أعطاه الكشف كشف المعاني لا كشف الصور وهذه العلوم التي رأيت في هذه الخزانة الثانية علوم القدرة والاقتدار والعلوم التي تتكون عنها الأشياء وتظهر بها الأعيان المضافة إلى الأكوان وهي أعيان أفعال منسوبة إلى العباد فهذا المنزل يحكم عليها بالهلاك بسبب العلم الساري الذي صحبها وهو هلاك إضافة ونسبة لا هلاك عين فالذي هلك إنما هو نسبة هذه الأفعال إلى العباد فيعطيه هذا المنزل أن هذه النسبة ليست بصحيحة وهو عين هلاكها وأطلعه العلم الساري إنها أفعال الله فأعيان أفعال العباد بريئة من الهلاك فحصلت من هذه الحركة علوم التكوين وسر قوله كُنْ الساري في كل متكون ثم إني انتقلت إلى الخزانة الثالثة التي عليها ستة أقفال ومفاتيحها على أقفالها فعلى القفل الأول مفتاح واحد يحوي على حركة واحدة وعلى الثاني مفتاحان يحويان على حركتين وعلى الثالث مفتاحان يحويان على عشر حركات وعلى الرابع مفتاح واحد يحوي على ثلاثين حركة وعلى الخامس مفتاح واحد يحوي على خمس حركات وعلى السادس مفتاحان يحويان على حركتين فأخذت المفاتيح وفتحت الأقفال فلما انفتحت الخزانة رأيت جهنم تحطم بعضها بعضا وفي وسطها روضة خضراء ورأيت رجلا قد أخرج من النار ووقف به في تلك الروضة ساعة ثم رد إلى النار فيعذب بستة أنواع من العذاب ثم يعاد إلى الروضة ساعة ثم يخرج منها إلى النار فيعذب بستة أنواع من العذاب فحصلت من علم ما يتقى به ذلك‏

العذاب المؤلم والنار المحرقة من ماء شربته من تلك الروضة كانت في تلك الشربة عصمتي ثم انتقلت إلى الخزانة الرابعة فرأيت على القفل الأول منها مفتاحا واحدا له ست حركات هندسية وعلى القفل الثاني ثلاثة مفاتيح تحوي الثلاثة المفاتيح على أربعمائة حركة بصنعة معلومة وعلى القفل الثالث وهو قفلان في قفل يعرف بالقفل المطبق مفتاحان‏


مخطوطة قونية
5681
5682
5683
5684
5685
5686
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 584 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!