موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة بدء الخلق الروحانى ومن هو أول موجود فيه ومم وجد وفيم وجد وعلى أى مثال وجد ولم وجد وما غايته ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 117 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

بهم عن طريق التقديس ووقفوا مع الهوى قال الله لنا أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ الأحلام لما ملكتهم الأهواء وحجبوا عن الالتذاذ بسماع وقع الرذاذ على الأفلاذ بالطور ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ ليتميز العالي ممن هو دونه وإلا فأية فائدة لقوله لشي‏ء إذا أراده أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلك الشي‏ء إلا إيجاد الأشياء على أحسن قانون فسبحان من انفرد بالإيجاد والاختراع والإتقان والإبداع‏

(وصل في دعوى المدعين) [المنافقون: من طريق الأسرار]

وإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وإِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ الايمان في هذا المقام على خمسة أقسام إيمان تقليد وإيمان علم وإيمان عين وإيمان حق وإيمان حقيقة فالتقليد للعوام والعلم لأصحاب الدليل والعين لأهل المشاهدة والحق للعارفين والحقيقة للواقفين وحقيقة الحقيقة وهو السادس للعلماء المرسلين أصلا ووراثة منع كشفها فلا سبيل إلى إيضاحها فكانت صفات الدعاوي إذا لقوا هؤلاء الخمسة قالوا آمنا فالقلب للعوام وسر القلب لأصحاب الدليل والروح لأهل المشاهدة وسر الروح للعارفين وسر السر للواقفين والسر الأعظم لأهل الغيرة والحجاب والمنافقون تعروا عن الايمان وانتظموا في الإسلام وإيمانهم ما جاوز خزانة خيالهم فاتخذوا أصناما في ذواتهم أقاموها مقام آلهتهم ف إِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ قالُوا باستيلاء الغفلة عليهم وخلو المحل عن مراتب الايمان إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ فوقع عليهم العذاب من قولهم له إلى شياطينهم في حال الخلوة فلما قامت الأضداد عندهم وعاملوا الحق والباطل عاملوا الحق بستر الباطل وعاملوا الباطل بإفشاء الحق فصح لهم النفاق ولو خاطبوا ذاتهم في ذاتهم ما صح عليهم هذا ولكانوا من أهل الحقائق فأوقع الله الجواب على الاستهزاء فقال الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وهو استهزاءهم عجبا كيف قالوا إِنَّا مَعَكُمْ وهم عدم لو عاينوا إيمان الحقيقة لعاينوا لخالق في الخليقة ولا خلوا ولا نطقوا ولا صمتوا بل كانوا يقومون مقام من شاهد وهو روح جاء مع صاحب المادة فلينظر الإنسان حقيقة اللقاء فإنه مؤذن بافتراق متقدم ثم اجتمعوا بصفة لم يعرفوها بل ظهر لهم منها ظاهر حسن فتأدبوا معها ولم يطيقوا أكثر من ذلك فقالوا آمنا ثم نكسوا على رءوسهم في الخلوة مع الشيطنة وهي البعد مثل اللقاء فقالوا إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ بالصفة التي لقينا فتدبر هذه الآية من حقيقة الحقيقة عند طلوع الفجر وزوال الشك بزوال الستارة ورفع الموانع يلح لك السر في سبحان والنساء والشمس فتجد الذين لقوا كمثل الذين لقوا فتصمت وإن تكلمت هلكت وهذه حقيقة الحقيقة التي منع كشفها إلا لمن شم منها رائحة ذوقا فلا بأس فانظر وتدبر ترشد إن شاء الله تم الجزء العاشر

(الباب السادس) في معرفة بدء الخلق الروحاني‏

(بسم الله الرحمن الرحيم) ومن هو أول موجود فيه ومم وجد وفيم وجد وعلى أي مثال وجد ولم وجد وما غايته ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر

انظر إلى هذا الوجود المحكم *** ووجودنا مثل الرداء المعلم‏

وانظر إلى خلفائه في ملكهم *** من مفصح طلق اللسان وأعجم‏

ما منهمو أحد يحب إلهه *** إلا ويمزجه بحب الدرهم‏

فيقال هذا عبد معرفة وذا *** عبد الجنان وذا عبيد جهنم‏

إلا القليل من القليل فإنهم *** سكرى به من غير حس توهم‏

فهموا عبيد الله لا يدري بهم *** أحد سواه لا عبيد المنعم‏

فأفادهم لما أراد رجوعهم *** لقصورهم من كل علم مبهم‏

علم المقدم في البسائط وحده *** وأساسه ذو عنه لم يتصرم‏

وحقيقة الظرف الذي سترته عن *** أمثاله ومثاله لم يكتم‏

والعلم بالسبب الذي وجدت له *** عين العوالم في الطراز الأقدم‏

ونهاية الأمر الذي لا غاية *** تدري له فيه العظيم الأعظم‏


مخطوطة قونية
460
461
462
463
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 117 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!