موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فعل الراضي فيه. فَفَضَل إِسماعيل غيرَه من الأعيان بما نعته الحق به من كونه عند ربه مرضياً. وكذلك كل نفس مطمئنة قيل لها «ارْجِعِي إِلى‏ رَبِّكِ» فما أمرها أن ترجع إِلا إِلى ربها الذي دعاها فعرفته‏ «1» من الكل، «راضِيَةً مَرْضِيَّةً».

«فَادْخُلِي فِي عِبادِي» من حيث ما لهم هذا المقام. فالعباد المذكورون هنا كل عبد عرف ربه تعالى واقتصر عليه ولم ينظر إِلى رب غيره مع أحدية العين: لا بد من ذلك‏ «وَ ادْخُلِي جَنَّتِي» التي بها «2» سِتْري «6».

وليست جنتي سواك فأنت تسترني‏ «3» بذاتك. فلا أُعْرَف إِلا بك كما أنك لا تكون إِلا بي. فمن عرفك عرفني وأنا لا أُعرف فأنت لا تعرف. فإِذا دخلت جنته دخلت نفسك فتعرف نفسك معرفة أُخرى غير المعرفة التي عرفتها حين عرفت ربك بمعرفتك إِياها. فتكون صاحب معرفتين‏ «4»: معرفة به من حيث أنت، ومعرفة به بك من حيث هو لا من حيث أنت «7».

فأنت عبد وأنت ربٌ‏ لمن له فيه أنت عبد

وأنت رب وأنت عبد لمن له في الخطاب عهد

فكل عقد عليه شخص‏ يحله من سواه عقد «8»

فرضي الله عن عبيده، فهم مرضيون، ورضوا عنه فهو مرضي. فتقابلت الحضرتان‏ «5» تقابل الأمثال والأمثال أضداد «9» لأن المثلين‏ «6» لا يجتمعان إِذ لا يتميزان وما ثم إِلا متميز فما ثم مثل، فما في‏ «7» الوجود مثل، فما في‏ «8» الوجود ضد، فإِن الوجود حقيقة واحدة والشي‏ء لا يضاد نفسه.


(1) ن: فتعرفه‏

(2) ب: هي سِتري، وفي بعض النسخ المطبوعة هي سِرّي‏

(3) ا: تستريني، وكان الواجب أن تكون تسترينني لو أرادها للمؤنث‏

(4) ب: المعرفتين‏

(5) ا: الصورتان‏

(6) ب: المثلين حقيقة

(7) ن: ثم في.

(8) ن: ثم في.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!