موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


كونه لم يسمع ولم ير، فليس بمصلّ أصلًا، ولا هو ممن أَلقى السمع وهو شهيد.

وما ثَمَّ عبادة تمنع من التصرف في غيرها- ما دامت- سوى الصلاة.

وذِكْرُ الله فيها أكبر ما فيها لما تشتمل عليه من أقوال وأفعال- وقد ذكرنا صفة الرجل الكامل في الصلاة في الفتوحات المكية «19» كيف يكون‏ «1»- لأن الله تعالى يقول‏ «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ»، لأنه شُرِعَ للمصلي ألا يتصرف في غير هذه العبادة «2» ما دام فيها ويقال له مصلٍ. «وَ لَذِكْرُ الله أَكْبَرُ» يعني فيها: أي الذكر الذي يكون من الله لعبده حين يجيبه في سؤاله.

والثناء عليه أكبر من ذكر العبد ربه فيها، لأن الكبرياء الله تعالى. ولذلك قال:

«وَ الله يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ» وقال‏ «أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ». فإلقاؤه السمع هو لما يكون من ذكر الله إياه فيها. ومن ذلك أن الوجود لما كان عن حركة معقولة نقلت العالم من العدم إلى الوجود عمت الصلاة جميع الحركات وهي ثلاث: حركة مستقيمة وهي حال قيام المصلي، وحركة أفقية وهي حال ركوع المصلي، وحركة منكوسة وهي حال‏ «3» سجوده. فحركة الإنسان مستقيمة، وحركة الحيوان أفقية، وحركة النبات منكوسة، وليس للجماد حركة من ذاته: فإذا تحرك حجر فإنما يتحرك بغيره. وأما قوله «و جعلت قرة عيني في الصلاة- ولم‏ «4» ينسب الجعل إلى نفسه- فإنَّ تجلي الحق للمصلي إنما هو راجع إليه تعالى لا إلى المصلي: فإنه لو لم يذكر هذه الصفة عن نفسه لأمره بالصلاة على غير تجل منه له. فلما كان منه ذلك بطريق الامتنان، كانت المشاهدة بطريق الامتنان. فقال وجعلت قرة عيني في الصلاة. وليس إلا مشاهدة المحبوب‏


(1) ن: تكون‏

(2) أي يشغل نفسه بأي شي‏ء آخر سوى هذه العبادة

(3) ا: حالة. ب: ساقطة

(4) ب: ساقطة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!