موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ولا سيما وأصله ليس من حيوان، فكان أعظم في التسخير لأن غير الحيوان ما له إرادة بل هو «1» بحكم من يتصرف فيه من غير إبائه. وأما الحيوان فهو ذو إرادة وغرض فقد يقع منه‏ «2» الإباءة في بعض التصريف: فإن كان فيه قوة إظهار ذلك ظهر منه الجموح لما يريده منه الإنسان وإن لم يكن له هذه القوة أو يصادف‏ «3» غرضَ الحيوان انقاد مذلَّلًا لما يريده منه، كما ينقاد «4» مثلُهُ لأمر فيما رفعه الله به- من أجل المال الذي يرجوه منه- المعبَّر عنه في بعض الأحوال بالأجْرة في قوله‏ «وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ‏ «5» فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ‏ «6» بَعْضاً سُخْرِيًّا». فما «7» يسخر له من هو مثله إلا من حيوانيته لا من إنسانيته: فإن المثلين ضدان، فيسخره الأرفع في المنزلة بالمال أو بالجاه بإنسانيته «3» ويتسخر «8» له ذلك الآخر- إما خوفاً أو طمعاً- من حيوانيته لا من إنسانيته: فما تسخر «9» له مَنْ هو مثله أ لا ترى ما بين البهائم من التحريش‏ «10» لأنها أمثال؟ فالمثلان ضدان، ولذلك قال ورفع بعضكم فوق بعض درجات:

فما «11» هو معه في درجته. فوقع‏ «12» التسخير من أجل الدرجات. والتسخير على قسمين: تسخيرٌ مراد «13» للمسخِّر، اسم فاعل قاهر في تسخيره لهذا الشخص المسخَّر كتسخير السيد لعبده وإن كان مثله في الإنسانية، وكتسخير السلطان لرعاياه، وإن كانوا أمثالًا «14» له فيسخرهم بالدرجة. والقسم الآخر تسخير «15» بالحال كتسخير الرعايا للملك‏ «16» القائم بأمرهم في الذب عنهم وحمايتهم وقتال من‏


(1) ب: هم‏

(2) ب: ساقطة

(3) أي يصادف الإنسان‏

(4) أي كما ينقاد الإنسان مثل الحيوان لأمر منا من أجل ما رفع الله به إنساناً على انسان، ويكون الانقياد من أجل المال المعبر عنه بالأجرة

(5) ا: بعضهم‏

(6) ا: بعضهم‏

(7) ب: مم

(8) ا: ويسخر

(9) «ا» و«ن»: يسخر

(10) ب: التجريس‏

(11) فما هو أي المسخر ليس مع المسخر في درجته‏

(12) ا: فوق‏

(13) ن: مداره، وهو تحريف‏

(14) «أمثالًا له» ساقطة في ب‏

(15) ا: يسخر

(16) «ا» و«ب»: الملك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!