موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فإن الحد يضبطها والخيال لا يزيلها. وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات والعزةُ والمنعةُ، فإنك لا تقدر على فساد الحدود. وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ فتتخيل بالوهم أنك قتلت، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة في الحد «10». والدليل على ذلك‏ «وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى‏» «11»: والعين ما أدركت إلا الصورة المحمدية التي ثبت لها الرمي في الحس، وهي التي نفى الله الرمي عنها أولًا ثم أثبته لها وسطاً، ثم عاد بالاستدراك أن الله هو الرامي في صورة محمدية. ولا بد «1» من الإيمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق في صورة محمدية «2». وأخبر الحق نفسُهُ عباده بذلك، فما قال أحد منا عنه ذلك بل هو قال عن نفسه. وخَبَرُهُ صدق والإيمان به واجب، سواء أدركت علم ما قال أو لم تدركه: فإما عالم وإما مسلم مؤمن «12». ومما يدلك على ضعف النظر العقلي من حيث فكره، كون العقل يحكم على العلة أنها لا تكون معلولة لمن هي علة له «13»: هذا حكم العقل لا خفاء به، وما في علم التجلي إلا هذا، وهو أن العلة تكون معلولة لمن هي علة له. والذي حكم به العقل صحيح مع التحرير في النظر، وغايته في ذلك أن يقول إذا رأى الأمر على خلاف ما أعطاه الدليل النظري، إن العين بعد ثبت أنها واحدة في هذا الكثير، فمن حيث هي علة «3» في صورة من هذه الصور لمعلول ما، فلا تكون معلولة لمعلولها، في حال كونها علة، بل ينتقل الحكم بانتقالها في الصور، فتكون معلولة لمعلولها، فيصير معلولها علة لها «4». هذا غايته إذا كان قد رأى الأمر على ما هو عليه، ولم يقف‏ «5» مع نظره الفكرى. وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟ فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بم
(1) ساقط في ن‏

(2) ساقط في ن‏

(3) ب: عليه‏

(4) ب: له‏

(5) ن: يقدح‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!