موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لأن الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق‏ «1» ذلك‏ «2» أثرُها. «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» من حيث عينه: «الله الصَّمَدُ» من حيث استنادنا إليه: «لَمْ يَلِدْ» من حيث هويته ونحن، «وَ لَمْ يُولَدْ» كذلك، «وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» كذلك. فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله: «الله أَحَدٌ» وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا «11». فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض. وهذا الواحد منزه عن هذه النعوت فهو غني عنها كما هو غني عنا. وما للحق نَسَبٌ إلا هذه السورة، سورة الإخلاص، وفي ذلك نزلت. فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، وأحدية الله من حيث الغنى عنا وعن الأسماء أحدية العين، وكلاهما يطلق عليه الاسم الأحد «3»، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال‏ «4» إلا دلائل لك‏ «5» عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض، وحتى تعلم من أين أو من أي حقيقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمين، واتصف العالم بالغناء أي بغناء بعضه عن بعض من وجهِ ما هو عين ما افتقر إلى بعضه به. فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شك افتقارا ذاتيا. وأعظم الأسباب له سببية الحق: ولا سببية للحق يفتقر العالم إليها سوى الأسماء الإلهية «12». والأسماء الإلهية كل اسم يفتقر العالم إليه‏
(1) ن: محقق، صيغة اسم الفاعل‏

(2) ذلك أي دلالتها (دلالتها الذات) على مسميات أخرى يحقق أثر الأسماء في العالم الخارجي‏

(3) ا: الواحد، صححت الأحد في الهامش‏

(4) ب ون عن الشمال واليمين‏

(5) ب: ساقطة


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!