المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة
ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
التنبيه السادس
إعلم أن مقام المحبة أعلى المقامات والأحوال، وهو الساري فيها .
وكل مقام أو حال قبلها فلها يراد .
وكل مقام أو حال بعدها فمنها يستفاد، لأنه: مقام أصل الوجود وسيده، ومبدأ العالم وممده ، وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: الذي اتخذه اللّه حبيبا كما اتخذ غيره خليلا .
فمن حقيقة هذا السيد: تفرعت الحقائق كلها: علوا وسفلا، فأعطى اللّه تعالى أعلا المقامات - وهو المحبة -: لأصل الموجودات، وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وإعلم أن طلب الاتصاف بأوصاف الألوهية حجاب عن التحقق بهذا في الجملة كما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان من ربه تعالى في القرب “ بأدنى من قاب قوسين “ ثم أصبح وليس عليه أثر من ذلك، لأنه: ما ورد عليه أمر لم يكن فيه، ولا ورد عليه شيء لم يكن في فطرته .
وأما غيره - وهو موسى ( ض ) - فإنه لما ورد على أمر غريب:
ورد عليه أمر أثر فيه ، فكان يبرقع من النور الذي كان - على وجهه - لأنه كان يأخذ بأبصار الناظرين، واللّه تعالى أعلم .