موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


التنبيه الخامس

إعلم أن الوجود واحد ، وله ظهور ، وهو: العالم ، وله بطون، وهو: الأسماء، وله برزخ جامع، فاصل بينهما، ليتميز الظهور عن البطون، والبطون عن الظهور، وهو: الإنسان الكامل :

(ص ) .

فالظهور: مرآة البطون .

والبطون: مرآة الظهور .

وما بينهما فهو مرآة لهما: جمعا وتفصيلا .

وإعلم: كما أنه بين ذات الحق تعالى، وذات الإنسان الكامل مضاهاة، وبين علمه وعلمه مضاهاة وأن كل ما فيها مجمل، فهو فيها مجمل، وكل ما فيها مفصل فهو فيها مفصل، فكذلك بين القلم، وروح الإنسان الكامل مضاهاة، وبين اللوح وقلبه مضاهاة، وبين العرش وجسمه مضاهاة، وبين الكرسي ونفسه مضاهاة، وكل منهما مرآة لما يضاهيه .

فكل ما في القلم مجمل، فهو في روحه مجمل .

وكل ما في اللوح مفصل، فهو في قلبه مفصل .

وكل ما في العرش مجمل، فهو في جسمه مجمل .

وكل ما في الكرسي مفصل، فهو في نفسه مفصل .

فالإنسان الكامل: جامع لجميع الكتاب الإلهية، والكونية .

فكما أن علم الحق تعالى بذاته مستلزم لعلمه بجميع الأشياء، وأنه يعلم جميع الأشياء من علمه بذاته، فكذلك نقول: حق الإنسان الكامل: إذ علمه بذاته مستلزم لعلمه بجميع الأشياء، وإنه يعلم جميع الأشياء من علمه بذاته، لأنه هو جميع الأشياء: إجمالا وتفصيلا - “ فمن عرف نفسه فقد عرف ربه “ - وعرف جميع الأشياء .

وانظر إلى قول اللّه تعالى :ألم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ.

فالألف: يشار به إلى الذات الأحدية، من حيث أنه أول الأشياء .

واللام: يشار به إلى الوجود المنبسط على الأعيان الوجودية .

والميم: يشار به إلى الكون الجامع، وهو الإنسان الكامل .

فالحق تعالى، والعالم، والإنسان الكامل: كتاب لا ريب فيه .

واللّه تعالى أعلم .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!