موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


التنبيه الحادي والعشرون

إعلم أن النبي هو الذي يأتيه الملك بالوحي من عند اللّه، يتضمن ذلك الوحي: شريعة يتعبده اللّه تعالى بها في نفسه ، فإن بعث إلى غيره كان رسولا .

فتارة ينزل الملك بالوحي على قلبه .

وتارة يأتيه على صورة حسية من خارج، فيلقي ما يجاء به على أذنه فيسمعه .

وتارة على بصره فيحصل له من النظر مثل ما يحصل له من السمع سواء .

وكذلك سائر القوى الحسية .

وهذا باب قد غلق بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا سبيل أن نتعبد اللّه تعالى بشريعة ناسخة لهذه الشريعة .

وإذا نزل عيسى صلى الله عليه وسلم فإنما يحكم بهذه الشريعة المحمدية، وهو خاتم أولياء هذه الأمة، فإن من شرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: أن اللّه ختم ولاية أمته بنبي رسول مكرم .

وهو صلى الله عليه وسلم يحشر يوم القيامة مع الرسل: رسولا، ومع هذه الأمة: وليا تابعا .

وإلياس كهذا المقام أيضا .

وأما حالة أنبياء أولياء هذه الأمة فهو: كل شخص أقامه اللّه تعالى في تجل من تجلياته، وأقام له مظهر محمد صلى الله عليه وسلم، ومظهر جبريل صلى الله عليه وسلم، وهو يلقي خطاب الأحكام المشروعة، لمظهر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فيسمع صاحب هذا المشهد جميع ما تضمنه الخطاب من الأحكام المشروعة الظاهرة في هذه الأمة المحمدية، فيرى نفسه وقد وعي جميعها، وعلم صحتها علم يقين، بل عين يقين، فأخذ حكم هذا النبي، وعمل به على بينة من ربه تعالى .

فهؤلاء هم أنبياء أولياء هذه الأمة، ولا ينفردون بشريعة قط، ولا يكون الخطاب بها إلّا بتعريفهم: أن هذا هو شرع محمد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!