موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


التنبيه العشرون

في بيان المعاني المرادة من قول سيدنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأن الحق تعالى “ وضع يده بين كتفيه، وإنه أحس ببرد أنامله بين ثدييه، فعلم ما في السماوات وما في الأرض “ .

إعلم أن الحق تعالى منزه عن اليد الحسية وأناملها، وإنما هي يد امتنان واصطفاء، بإفاضة أنوار النبوة والرسالة والولاية على جوهره حتى شاهد ببصيرته وبصره العوالم كلها: أولها وآخرها، ظاهرها وباطنها، كلياتها وجزئياتها، دنيا وأخرى، ولذلك أخبرنا صلى الله عليه وسلم بالأوائل والأواخر: “ بما كان وما يكون في الدنيا والآخرة “ لأن الحضرة الكونية كلها صارت أمام بصيرته وبصره، حتى أنه كان صلى الله عليه وسلم “ يرى من وراءه كما يرى من أمامه “ وإنما خصص وضع اليدين بين الكتفين، لأن النور الإلهي لا يأتي إلى من خصصه اللّه تعالى إلّا من ورائه .

وأما برد الأنامل التي أحس بها بين ثدييه صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة عن اللذة التي حصلت له، بما كشفه اللّه تعالى له من الأمور الغيبية وظهورها له، وهذا كله إنما هو بمقتضى مرتبته .

وأما من حيث بشريته، فقال :

“ إني أمرت أن أحكم بالظاهر، واللّه متولي السرائر “ وأمثال ذلك من الستر عليه في بعض الأمور، [ إنما هو لأمر عارض ] اقتضاه الحكم الإلهي، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: “ لست أنسى، ولكن أنسى لأسن “ .

- في المكاره، قال: صدقت، ومن فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه .

وقال: يا محمد إذا صليت فقل: “ اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، والدرجات: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام “ رواه عبد الرزاق في جامعه، والإمام أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!