المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة
ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
التنبيه السابع عشر
إعلم أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم لما خلق عبدا بالأصالة: لم يرفع رأسه قط إلى السيادة مراعاة لما تقتضيه ذاته مع العبودية الذاتية، الحاصلة من التعين والتقيد، وحفظا للأدب مع الحضرة الإلهية .
بل لم يزل ساجدا لحضرته، متذللا لربه تعالى، واقفا في مقام عبوديته، ورتبة إنفعاليته حتى أوجد اللّه تعالى من روحه الأرواح ومظاهرها جميعا، لأنه ( ص ) قال :
« أول ما خلق اللّه تعالى: نوري الذي سماه « عقلا » بقوله :
« أول ما خلق اللّه تعالى العقل » .
فأعطاه رتبة الفاعلية، بأن جعله خليفة متصرفا في الوجود العيني، معطيا لكل من العالم كماله .
فالروح المحمدي: هو: المظهر الرحماني الذي استوى على العرش، فتعم رحمته على العالمين، كما قال اللّه تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ .