المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية العليّة
ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
التنبيه الخامس عشر
إعلم أن الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وورثتهم ( رضي اللّه عنهم ): خدم الأمر الإلهي مطلقا، سواء كان الأمر موافقا للإرادة أو مخالفا لها ، بل هم في نفس [ الأمر ] خادمون لأحوال الممكنات، من حيث إرشادهم إلى مصالح دينهم ودنياهم، ومنعهم مما يضر دينهم ودنياهم .
وهذا الإرشاد والخدمة منهم: لهم: إنما هي من مقتضيات أعيانهم وأحوالهم الثابتة في الحضرة العملية دون وجودهم الخارجي .
فانظر ما أعجب هذا الأمر، من أن خادم الأمر الإلهي يكون خادما للممكنات، مع جلالة قدره عند اللّه تعالى .
والرسل صلى الله عليه وسلم: خادموا الأمر التكليفي بالحال، كاتيانهم بالعبادات والأفعال المثبتة لطريق الحق: ليقتدي بهم، وبالقول، كالأمر بالإيمان، والنهي عن الكفر والعصيان، وبيان ما يثابون عليه، ويعاقبون عليه، وليسوا [ بخادمين ] الإرادة، إذ لو كانوا خادميها، لما منعوا أحدا من فعل ما يتعلق بالإرادة، بل كانوا يساعدونهم فيه، واللّه تعالى أعلم .