The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


55. الباب الخامس والخمْسُون: قولهم في السُّكر والصَّحْوَة

وهو: أن يغيب عن تمييز الأشياء ولا يغيب عن الأشياء.

وهو أن لا يميز بين مرافقة وملاذه، وبين أضدادها في مرافقة الحق؛ فإن غلبات وجود الحقِّ تُسْقِطه عن التمييز بين ما يؤلمه ويلذه، كما روي في بعض الروايات في حديث حارثة، أنه قال: "استوى عندي حجرها ومدرها، وذهبها وفضتها"، وكما قال عبد الله بن مسعود: "ما أبالي على أي الحالين وقعت: على غنى، أو فقر؛ إن كان فقرا فإن فيه الصبر، وإن كان غنى فإن فيه الشكر"، ذهب عنه التمييز بين الأرفق وضده، وغلب عليه رؤية ما للحق من الصبر والشكر.

وأنشد بعضهم:

قد استولى على قلبي هواك *** وما لي في فؤادي من سواك

فلو قطعتني في الحب إربا *** لمَا حَنّ الفؤاد إلى سواك

والصحو الذي هو عقيب السكر: هو أن يميز، فيعرف المؤلم من الملذ، فيختار المؤلم في موافقة الحق ولا يشهد الألم، بل يجد لذة في المؤلم. >

كما جاء عن بعض الكبار أنه قال: لو قطعني البلاء إرَباً إرَباً، ما ازددت لك إلا حُبّاً حُبّاً .

وعن أبي الدرداء أنه قال: أحب الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي، وأحب الفقر تواضعا لربي.

وعن بعض الصحابة أنه قال: يا حبذا المكروهان: الموت، والفقر.

وهذه الحالة أتم؛ لأن صاحب السكر: يقع على المكروه من حيث لا يدري، ويغيب عن وجود التكره. وهذا: يختار الآلام على الملاذ، ثم يجد اللذة فيما يؤلمه بغلبة شهود فاعله.

والصاحي الذي نعته قبل نعت السكر: ربما يختار الآلام على الملاذ لرؤية ثواب، أو مطالعة عوض، وهو متألم في الآلام ومتلذذ في الملاذ، فهو نعت الصحو والسكر.

وأنشدونا لبعض الكبار: >

كَفَاكَ بأنَّ الصَّحوَ أوْجَدَ أنَّتي *** فكيف بحالِ السّكر والسّكر أجْدَر

فحالاك لي حالان صحوٌ وسكرةٌ *** فلا زلت في حالي أصحو وأسكَرُ

معناه: أن حالة التمييز إذا أسقَطَ عني ما لي وأوجد ما لك، فكيف يكون حالةُ السكر: وهو سقوط التميز عني، ويكون الله هو الذي يصرفني في وظائفي، ويراعيني في أحوالي؟! وهاتان حالتان تجريان علي، وهما لله تعالى لا لي، فلا زلت في هاتين الحالتين أبدا. >



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!