المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف
لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله
48. الباب الثامن والأربعون: قولهم في الأُنْسِ
سئل الجنيد عن الأنس: ما هو؟ فقال: الأنس: ارتفاع الحشمة مع وجود الهيبة "، معنى " ارتفاع الحشمة ": أن يكون الرجاء أغلب عليه من الخوف
وسئل ذو النون عن الأنس؟ فقال: هو انبساط المحب إلى الحبوب "، معناه: ما قال الخليل عليه السلام {أرني كيف تحي الموتى}، وما قال الكليم عليه السلام : {أرني أنظر إليك}. وقوله: {لن تراني}: شبه العذر، أي: لا تطيق.
وسئل إبراهيم المارستاني عن الأنس؟ فقال: هو فرح القلب بالمحبوب ".
وسئل الشبلي عن الأنس فقال: هو وحشتك منه ".
وقال ذو النون: أدنى مقام الأنس: أن يلقى في النار فلا يغيبه ذلك عمن أنس به ".
وقال بعضهم: الأنس: هو أن يستأنس بالأذكار، فيغيب به عن رؤية الأغيار ".
أنشدونا لرويم:
شغلت قلبي بما لديك فما *** ينفك طول الحياة من فكري
أنستني منك بالوداد وقد *** أوحشتني من جميع ذا البشر
ذكرك لي مؤنس يعارضني *** يوعدني عنك منك بالظفر
وحيث ما كنت يا مدى هممي *** فأنت مني بموضع النظر