المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف
لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله
49. الباب التاسع والأربعون: قولهم في القُرْبِ
سئل سرى السقطي عن القرب؟ فقال: هو الطاعة ".
وقال غيره: القرب: أن يتدلل عليه، ويتذلل له؛ لقوله عز وجل : {واسجد واقترب}.
سئل رويم عن القرب؟ فقال: إزالة كل معترض ".
وسئل غيره عن القرب؟ فقال: هو: أن نشاهد أفعاله بك "، معناه: أن ترى صنائعه ومننه عليك، وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك.
وأخرى: أن لا تراك فاعلا؛ لقوله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم : {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}، وقوله: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم}.
وأنشدونا للنوري: >
أراني جمعي في فنائي تقربا *** وهيهات إلا منك عنك التقرب
فما عنك لي صبر ولا فيك حيلة *** ولا منك لي بد ولا عنك مهرب
تقرب قوم بالرجا فوصلتهم *** فما لي بعيدا منك والكل يعطب
معناه: أراني حالي: أن جمعي بك وفنائي عما سواك تقرب إليك، والجمع والفناء صفتان، ولا يكون القرب منك بصفتي، بل بك يكون القرب إليك منك.
ثم قال: تقرب إليك أقوام بأفعالهم وطاعاتهم فوصلتهم تفضلا منك، وليست لي أفعال أتقرب بها إليك، وأنا أهلك شوقا إلى القرب منك، ولا سبيل لي إليه من حيث أنا. >
أنشدونا للنوري أيضا:
يا من أشاهده عنِّي فأحسبه *** مني قريباً وقد عزت مطالبه
إذا سمت نفسي سلوة عنه ردني *** إليه شهود ليس تفنى عجائبه
معنى " السلوة ": الإياس، يقول: كلما أيست من حيث أنا، ردني عن الإياس ما منه من الفضل الذي بدا به.
وقال الشبلي: قد تحيرت فيك، خذ بيدي يا دليلا لمن تحير فيك ". >