موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


25. الباب الخامس والعشرون: قوْلهم فيمَا أضِيْفَ إلى الأنبيَاء مِنَ الزَّلل

قال الجنيد والنوري وغيرهما من الكبار: إن ما جرى على الأنبياء: إنما جرى على ظواهرهم، وأسرارهم مستوفاة بمشاهدات الحق "، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {فَنَسِيَ ولم نجد له عزما}؛ وقالوا: ولا تصح الأعمال حتى يتقدمها العقود والنيات، وما لا عقد فيه ولا نية فليس بفعل، وقد نفى الله تعالى الفعل عن آدم بقوله: {فنسي ولم نجد له عزما}

قالوا: ومعاتبات الحق لهم عليها: إنما جاءت إعلاما للأغيار؛ ليعلموا عند إتيانهم المعاصي مواضع الاستغفار ".

وأثبتها بعضهم، وقالوا: إنها كانت على جهة التأويل والخطأ فيه، فعوتبوا عليها لعلو مرتبتهم وارتفاع منازلهم، فكان ذلك زجرا لغيرهم، وحفظا لمواضع الفضل عليهم، وتأديبا لهم ". >

وقال بعضهم: إنها كانت على جهة السهو والغفلة "، وجعلوا سهوهم في الأدنى بالأرفع، وهكذا قالوا في سهو النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته: إن الذي شغله عن صلاته كان أعظم من الصلاة؛ لقوله: {وجعلت قرة عيني في الصلاة}، فأخبر أن في الصلاة ما تقر به عينه، ولم يقل جعلت قرة عيني الصلاة ".

وكل من أثبتها زللا وخطايا، فإنهم جعلوها صغائر مقرونة بالتوبة؛ كما قال الله تعالى مخبرا عن صفيه آدم وزوجته عليه السلام : {ربنا ظلمنا أنفسنا} الآية، وقوله: {فتاب عليه وهدى}، وفي داود عليه السلام : {وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب}. >



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!