المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف
لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله
23. الباب الثالث والعشرون: قوْلهم في الرُّوح
قال الجنيد: الروح شيء استأثر الله بعلمه، ولم يطلع عليه أحداً من خلقه، ولا يجوز العبارة عنه بأكثر من موجود؛ لقوله: {قل الروح من أمر ربي}.
قال أبو عبد الله النباجي: الروح: جسم يلطف عن الحس، ويكبر عن اللمس، ولا يعبر عنه بأكثر من موجود ".
قال ابن عطاء: خلق الله الأرواح قبل الأجساد؛ لقوله تعالى: {ولقد خلقناكم} يعني: الأرواح {ثم صورناكم} يعني: الأجساد ".
وقال غيره: الروح: لطيف قام في كثيف، كالبصر جوهر لطيف قام في كثيف ".
وأجمع الجمهور: على أن الروح معنى يحيى به الجسد.
وقال بعضهم: هو روح نسيم طيب يكون به الحياة، والنفس ريح حارة تكون بها الحركات والسكنات والشهوات ".
وسئل القحطبي عن الروح؟ فقال: لم يدخل تحت ذل كن "، ومعناه عنده: أنه ليس إلا الإحياء والحي، والإحياء: صفة المحيي، كالتخليق والخلق صفة الخالق.
واستدل من قال ذلك: بظاهر قوله: {قل الروح من أمر ربي}، قالوا: أمره كلامه، وكلامه ليس بمخلوق! كأنهم قالوا: إنما صار الحي حيا بقوله كن حيا، وليس الروح معنى في الجسد حالا مخلوق كالجسد!
قال الشيخ: وليس هذا بصحيح، وإنما الصحيح: أن الروح معنى في الجسد مخلوق كالجسد. >