موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المسائل لإيضاح المسائل،

انظر أيضاً كتاب المعرفة الأولى

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يرجى الملاحظة أن هناك نسخ كثيرة من هذا الكتاب وقد جمعت في مراحل مختلفة، فيما أن الأصل قد كتبه الشيخ الأكبر في المرحلة الأندلسية قبل كتابة الفتوحات المكية، ثم وضع بعض هذه المسائل في بداية الفتوحات ثم هناك نسخ لاحقة فيها مسائل جمعت من كتبه الأخرى

مسألة [16]

 

 

16 - مسألة [16]


عجبت من طائفة تعدت طورها، وتجاوزت حدها فجعلت نفسها اعرف بالله من الله بنفسه فقالت اعوذ بالله من التشبيه وقالت اخرى اعوذ بالله من تنزيه يؤدى الى تعطيل ووقفت المعبودة من التشبيه فلو وفت العلم حقه لتعوذت من تنزيه العبد نفسه تعوذها من التشبيه وسلمت قول القائل.

ظهرت لمن القيت بعد فنائه فكان بلا كون لأنك كنته وسلمت-قول الآخر سبحانى وانا الله، وامثال ذلك هذا وان كانت طائفة قد كفرت القائلين بهذه الالفاظ وطائفة تأولت لهم ذلك كما تأولت اخبار التشبيه فكلامنا مع تأول اخبار التشبيه وما تأول هذه الالفاظ فانها تعوذت من التشبيه ثم نزهت وصرفت الاخبار عما تعطيه ظواهرها ولم تتعوذ من التنزيه فى حق الخلق وحينئذ كانت يثبت ما يليق بالحدث بصرف ما قالوه مما يليق بالحق عندهم الى ما يناسب الكون اذ الالفاظ قابلة لصور المعانى فتقبل المعنى والاثنين فصاعدا وتلك الالفاظ المشتركة وليس التنزيه فى هذه المسئلة بأولى من التشبيه، عميت البصائر عن ادراك غوامض الاسرار وما تعطيه الالوهية.

ثم ان العجب كل العجب من هذه الطائفة هربت من التشبيه الى التشبيه وجعلت ذلك تنزيه فضحك العقلاء لجهلهم فيما اتوا به فانهم ما عدلوا من التشبيه لا الى نفوسهم من المعانى المحدثة فانتقلوا من ظواهرهم الى معانيهم المحدثة القائمة بهم فهربوا من التشبيه بهم الى التشبيه بهم وسموا هذا العدول تنزيها فنفوسهم نزهوا ان حملوه على المعانى الالهية او الحق شبهوا ان حملوا على المعانى النفسية وما لهم قدم يجول فى غير هذا فلو رجعوا الى محل التحقيق اذ حرموا الكشف وقالوا الحق سبحانه اثبت لنفسه هذه الاحكام فى كتبه وعلى السنة رسله وسفرائه والذات مجهولة عند الخلق كلهم اى لا تعلم وهذه احكام للذات عندنا والجهل بالحكم اقرب من الجهل بالذات اذ لا تعرف حقيقة نسبة هذا الحكم لهذه الذات المحكوم عليها به حتى تعرف هى فى نفسها ولا معرفة بها فلا معرفة بنسبة الاحكام لها فكانوا لا يشبهون ول يعيبون حكم تنزيه بعينه بل يسلمون علم ذلك لمن وصف بها نفسه وهو الله تعالى.

وقد روى عن بعض السلف انه سئل عن الاستواء على العرش فقال الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة، فنحن ومن جرى على طريقتنا من اهل العلم الذوقى المشهودى فلا يسلك هذ المسلك البتة فان الذات تشهد ولا تنقال ولا تزال الهوية منصحبة معها ولذلك قال العارف لا هو الا هو فأثبت الهوية بنفسها ولكن سلكنا مسلكا آخر تحتمله الالوهية لا الذات وتعطيه حقيقة هذا الحكم فهذه الاحكام كلها لها وهى صحيحة فى نفسها وهكذ يقع الشهود فيها لمن شاهد فستصل وترى.

وقد صح فيما اخرجه مسلم فى صحيحه من تحول الالوهية وتبدلها فى صورة الاعتقادات والمعارف وفيها اعتقاد المشبهة وغيرهم ولابد من اقرار كل طائفة فى تلك الدراية فلا بد من تجليها فى صور اعتقاداتهم وذلك راجع الى المدرك لا الى المدرك فان الحقائق ل تتبدل ولهذا نقص لمن خرج عن طريقتنا فى اى حضرة تقع مشاهدة الالوهية ولهذا سمى عالم التمثل والتبدل برزخا لكونه وسطا بين حقائق جسمانية وحقائق غير جسمانية فتعطى ذات هذه الحضرة المتوسطة هذه التجليات تربط بها المعانى بالصور ربطا محقق لا ينفك.

وقد اشار الى هذا المقام بعض العارفين فى حكاية اذكرها باسناد متصل الى السرى، قال الجنيد قال السرى سمعت غليم الاسود يقول من اقبل على الاشياء وهو يراها هربت عنه ومن تركها اتته، قلت له كيف ذلك يا سرى؟ قال كان يذكر أنه كان يكسب ويجتهد فلا يقوم بكفاية معيشته قال فقرأت هذه الآية (قُلْ رَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ الله سَمْعَكُمْ وأَبْصارَكُمْ وخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ) الآية فتركت الكب متوكلا على الله بالكفاية فلو ضربت بيدى الى هذه الاسطوانة صارت ذهبا وضرب يده على الاسطوانة فاذا هى تلوح ذهبا.

ثم قال يا سرى هذه الاعيان لا تنقلب ولكنك هكذا تراه لحقيقتك بربك فانظر فى قوله هكذ تراه يعنى الحق وهكذا تراه يعنى المرئى الى الرؤية عائدة على الرائى يعنى الصورة المشهورة للرائى ومن هنا ايضا زلت اقدام طائفة عن مجرى التحقيق فقالت ما ثم الا م ترى فجعلت العالم هو الله والله نفس العالم ليس امر آخر وسببه هذا المشهد لكونهم ما تحققوا به تحقق اهله فلو تحققوا به ما قالوا بذلك واثبتوا كل حق فى موطنه علما وكشفا فاترك تاويل الاخبار الواردة بالتشبيه لمن وصف بها نفسه اذا لم تكن من اهل هذا الكشف والتحقيق ولا تحمله عليك اصلا فانك تبطل اصلك حيث تعتقد نفى التشبيه وما زلت منه ولكن تركت التشبيه بالمخلوق المركب واثبته بالمخلوق المعقول وانى للممكن ان يجتمع مع الواجب بالذات فى حكم ابدا.


dLbufKLtOO8

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!