المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب المسائل وانظر أيضا في كتاب المعرفة
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
مسألة [14]
اعلم انه ما من معبود الا ويتبرأ من الذى يعبده هنا من حيث لا يسمع العابد الانحرق العوائد وفى الدار الآخرة على الكشف قال تعالى (إِذْ تَبَرَّأَ اَلَّذِينَ اُتُّبِعُوا مِنَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوا) وتبرؤهم منهم ان يقولوا ما عبدوا غيرك منا فلم نكن بمعبودين لهم خوفا من العقوبة لكنهم اضافوا فيقال لهم صدقتم لكنهم عبدونا فيكم على غير بصيرة صحيحة وان اقتضت الحقائق فاخذنا هم بالعمى (ومَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي اَلْآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلاً) فهم مصروفون فى الدنيا والآخرة عن هذا القدر من العلم ثم ان اخذ الحق لهم من باب مظالم العباد لافترائهم على المخلوقين بنسبة الالوهية لهم فكان اخذه عدلا اقامة لحق الغير وعقوبة للجاهل حيث لم يستبصر واتبع هواه فان الله قد ندبنا الى العفو فيما يرجع الينا من الحقوق وان لا نعفو فيما يرجع الى حقه وهو اولى بهذه الصفة فلذلك كان الشرك من مظالم العباد لا من حقه الذى يرجع اليه والمعبودين منهم سعيد ومنهم شقى فالسعيد ناج والمثال الذى اتخذوه معبودا على صورته يدخل معهم النار ولو لا قوله (ل يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْئَلُونَ) لكان فى قصته ما يقال فى زوال الآثار الالهية عمن عبد فى الآخرة فانهم ما عبدوا الا الفاعل المؤثر وهن بحور طوامس.
dLbufKLtOO8