موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

0 - كتاب المسائل

بِسْمِ الله اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

وصلى الله على محمد وآله وسلم

الحمد لله واهب الاسرار، لارباب المشاهدات والابصار، القائمين بوظائف المجاهدات والاذكار، مطلع الانوار، لاصحاب النظر والاستبصار، من خلف حجاب العقول والافكار، فقيل فى العلوم على هذا التقسيم انها وهب باعتبار، وكسب باعتبار، والعلم الوهبى الذى لا يدخله كسب بوجه من الوجوه وهو العلم العزيز المقدار، هو ما ادت اليه الجبلة الطاهرة الاصل والنشأة عند ما ترددت فى عالم الانتقالات فى الاطوار، وانتقلت من عالم الاغذية الى عالم التقديس والاطهار، فى اسعد دور تكوين من الادوار، وايمن طالع طلع فى ليل كان او نهار.

فخرجت النشأة الطبيعية على غاية الصفا والاعتدال الذى اعطاه مكور الاكوار فى الاكوار، كما. . . السيد المصطفى المختار، تخيرك الله من آدم، فما زلت منحدر. . . فكان انحداره  فى عالم الظلم والاغيار، تصفية وتخليصا وتزكية فبورك فيه من انحدار وكان عين الترقى الى مقام اقدس ونعت انفس يعسر مدركه على المجتهدين والنظار، فكان المعتدل النشأة الحسن الهيئة المرضى الخصال المحمود المناقب والآثار، صلى الله عليه وعلى آله واصحابه الاتقياء الاخيار، ما حكم سلطان الزهر فى الازهار، وما كانت سيئات المقربين حسنات الابرار، وسلم تسليما كثيرا.

فصل ام بعد فان للعقول حدا تقف عنده من حيث ما هى مفكرة لا من حيث ما هى قابلة فما لها ل تقف عند حدها فما هلك امرؤ عرف قدره.