موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

متى أعطاك أشهدك بره ، ومتى منعك أشهدك قهره ، فهو فى كل ذلك متعرف إليك ، ومقبل بوجود لطفه عليك.


مَتَى أَعْطَاكَ أَشْهَدَكَ بِرَّهُ ، وَمَتَى مَنَعَكَ أَشْهَدَكَ قَهْرَهُ ، فَهُوَ فِى كُلِّ ذَلِكَ مُتَعَرِّفٌ إِلَيْكَ ، وَمُقْبِلٌ بِوُجُودِ لُطْفِهِ عَلَيْكَ.


أي متى أعطاك مولاك - أيها المريد - ما تريد أشهدك بره أي صفاته البرية التي تقتضي البر: من الجود والكرم واللطف والعطف ونحو ذلك . ومتى منعك أشهدك قهره أي صفاته القهرية التي تقتضي القهر: كالكبرياء والعزة والاستغناء . فهو في كل ذلك أي في كلتا الحالتين متعرف إليك أي مريد منك أن تعرفه بأوصافه الجمالية والجلالية ومقبل بوجود لطفه عليك لأن مشاهدتك لصفات برته وقهره لطف عظيم منه سبحانه بك ونعمة منه عليك . فإنه لا سبيل إلى معرفته إلا بتعرفه لعباده ولا يكون ذلك إلا بمقتضى صفاته سواء كان ذلك موافقاً لطبعهم وهو الإعطاء أو مخالفاً له وهو المنع . فمن كان عارفاً بربه لم يفرق بين المنع والعطاء لأن كلاً منهما له طريق توصله إلى معرفة مولاه . وهذا من جملة فتح باب الفهم في المنع كما مر فافهم.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!