موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

إذا رأيت عبدا أقامه الله تعالى بوجود الأوراد ، وأدامه عليها مع طول الإمداد فلا تستحقرن ما منحه مولاه ؛ لأنك لم تر عليه سيما العارفين ، ولا بهجة المحبين ، فلولا وارد ما كان ورد.


إِذَا رَأَيْتَ عَبْدًا أَقَامَهُ اللهُ تَعَالَى بِوُجُودِ الأَوْرَادِ ، وَأَدَامَهُ عَلَيْهَا مَعَ طُولِ الإِمْدَادِ فَلاَ تَسْتَحْقِرَنَّ مَا مَنَحَهُ مَوْلاَهُ ؛ لأَنَّكَ لَمْ تَرَ عَلَيْهِ سِيمَا الْعَارِفِينَ ، وَلاَ بَهْجَةَ الْمُحِبِّينَ ، فَلَوْلاَ وَارِدٌ مَا كَانَ وِرْدٌ.


اعلم أن عباد الله المخصوصين على قسمين: منهم من أقامه الحق بوجود الأوراد بأن أظهرها منه والمراد بها ما يقع بكسب العبد من أنواع العبادات الموظفة على الأوقات كصلاة وصيام وذكر ونحو ذلك . وهؤلاء هم العباد والزهاد الذين عملوا لرفع الدرجات في علي الجنات فعملوا لحظوظهم ولمن يمحضوا النظر إلى وجه ربهم . ومنهم من أخذوا عن حظوظهم ولم يطلبوا إلا وجه ربهم وهم العارفون والمحبون . فإذا رأيت عبداً من الفريق الأول أقامه الله بوجود الأوراد وأدامه عليها أي جعله مداوماً عليها مع طول الإمداد أي إدامة المعونة والتيسير فلا تستحقرن ما منحه أي أعطاه مولاه . وعلل الاستحقار بقوله: لأنك أي لكونك لم تر عليه سيما العارفين أي علامتهم من ترك الحظوظ والإرادات ولا بهجة المحبين من الشغف بمرضاة محبو بهم من غير نظر إلى عليّ الجنات . ثم علل عدم الاستحقار بقوله: فلولا وارد أي تجل إلهي أورده الله على قلبه ما كان ورد أي عبادة فهو لم يخرج عن دائرة العناية ولم يبعد عن الملاحظة والرعاية . فلا تستقل ما منحه مولاه فإن كل فريق قام بحق المقام الذي أقامه الحق فيه وتولاه . كما قال المصنف:.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!