المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
النور له الكشف ، والبصيرة لها الحكم ، والقلب له الإقبال والإدبار .
النُّورُ لَهُ الْكَشْفُ ، وَالْبَصِيرَةُ لَهَا الْحُكْمُ ، وَالْقَلْبُ لَهُ الإِقْبَالُ وَالإِدْبَارُ .
يعني أن النور الذي يقذفه الله في قلب المريد وهو العلم اللدني له الكشف أي كشف المعاني كحسن الطاعة وقبح المعصية . والبصيرة التي هي عين القلب لها الحكم أي إدراك الأمر الذي شاهدته وكشف لها عنه بالنور . فإنه كما لا يمكن إدراك البصر للمحسوسات إلا بالأنوار الظاهرة كالشمس والسراج لا يمكن إدراك البصيرة لشيء من المعاني إلا بالأنوار الباطنية . والقلب له الإقبال على ما كشف للبصيرة وحكمت بحسنه كالطاعة والإدبار عما كشف لها وحكمت بقبحه كالمعصية وحينئذ تتبعه الجوارح لما في الحديث: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " كما تقدم.