موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

النور جند القلب كما أن الظلمة جند النفس ، فإذا أراد الله أن ينصر عبده أمده بجنود الأنوار ، وقطع عنه مدد الظلم والأغيار.


النُّورُ جُنْدُ الْقَلْبِ كَمَا أَنَّ الظُّلْمَةَ جُنْدُ النَّفْسِ ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَنْصُرَ عَبْدَهُ أَمَدَّهُ بِجُنُودِ الأَنْوَارِ ، وَقَطَعَ عَنْهُ مَدَدَ الظُّلَمِ وَالأَغْيَارِ.


يعني أن النور للقلب في كونه يتوصل به إلى مقصده وهو حضرة الرب بمنزلة الجند للأمير في كونه يتوصل به إلى مقصوده من قهر أعدائه كما أن الظلمة التي هي من وساوس الشيطان جند النفس الأمارة بالسوء - دون المطمئنة فإنها توافق العقل أبداً - . ومقصد النفس الأمارة الشهوات والأغراض العاجلة . فلا يزال الحرب بينهما وبين العقل . فإذا أراد الله أن ينصر عبده أي يعينه على قمع شهواته أمده أي أمد قلبه الذي فيه العقل بجنود الأنوار أي بالأنوار الشبيهة بالجنود أو بجنود هي الأنوار وقطع عنه مدد الظُّلَم - بفتح اللام جمع ظلمة - أي مدداً هو الظلم . وعطف الأغيار عليه من عطف المرادف يعني وإذا أراد خذلانه فعلى العكس من ذلك . فعلى العبد أن يفزع إلى ربه عند التقاء الصفين ويسأله الإعانة على النفس الأمارة بالسوء متوسلاً بسيد الكونين . قال ابن عباد: وهذه العبارات الخمس من قوله إنما أورد عليك الوارد إلى هنا تفنن فيها صاحب الكتاب وكررها بألفاظ مختلفة والمعاني فيها متقاربة . وهذه عادته في مواضع كثيرة من هذا الكتاب.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!