موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك. فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعا! من لا يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه فكيف يستطيع أن يكون لها عن غيره رافعا !؟


لا تَرْفَعَنَّ إلى غَيْرِهِ حاجَةً هُوَ مُوْرِدُها عَلَيْكَ. فَكَيْفَ يَرْفَعُ غَيْرُهُ ما كانَ هُوَ لَهُ واضِعاً! مَنْ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَرْفَعَ حاجَةً عَنْ نَفْسِهِ فَكَيْفَ يَسْتَطيعُ أنْ يَكونَ لَها عَنْ غَيْرِهِ رَافِعًا !؟


أي لا ترفعن إلى غيره تعالى حاجة كفقر أو نازلة هو موردها عليك اختباراً لك بل ارفع إليه ذلك فإنه سبحانه يحب أن يسأل وفي الحديث: " من لم يسأل الله يغضب عليه " . وما ألطف قول بعضهم: .

لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب .

فالله يغضب أن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب .

ومن المحال أن يرفع غيره سبحانه ما كان هو له واضعاً فإن الله غالب على أمره والعبد شأنه العجز عن رفع النازلة عن نفسه فكيف يستطيع أن يرفعها عن غيره ؟ فالطلب من الخلق غرور وباطل وليس تحته عند أرباب البصيرة طائل وهذا إذا كان على وجه الاعتماد عليهم والاستناد إليهم مع الغفلة في حال الطلب عن الله تعالى . وأما إذا كان من باب الأخذ بالأسباب مع النظر إلى أن المعطي في الحقيقة الملك الوهاب فهو من هذا الباب . والله أعلم بالصواب.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!