موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

العلم إن قارنته الخشية فلك ، وإلا فعليك.


العِلْمُ إِنْ قَارَنَتهُ الخَشْيَةُ فَلَكَ ، وَإِلاَّ فَعَلَيْكَ.


يعني أن العلم النافع الذي يكون لك ثوابه هو ما قارنته الخشية من الله تعالى فتداوم العمل . وإلا بأن قصدت به المباهاة والتعاظم فعليك وزره وخاب منك الأمل . فإنه لا يكون العلم نافعاً إلا إذا كانت نية صاحبه طلب مرضاة مولاه واستعماله فيما يحبه ويرضاه لأن التقرب إلى الله تعالى بالعلم هو مقصود الأكابر من القوم . وناهيك قوله صلى الله عليه و سلم: " كل يوم لا أزداد فيه علماً يقربني إلى ربي فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم " وقد قالوا: مثل من قطع الأوقات في طلب العلم فمكث أربعين أو خمسين سنة يتعلم ولا يعمل كمثل من قعد هذه المدة يتطهر ويجدد الطهارة ولم يصل ركعة واحدة . إذ المقصود من العلم العمل كما أن المقصود بالطهارة وجود الصلاة .

وقد سمع أبو داود الطيالسي يحدث عن شعبة أنه كان يقول: الإكثار من هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون . فإذا كان الإكثار من طلب الحديث بهذه المثارة عند هذين الإمامين مع ما فيه من الفوائد الأخروية فما ظنك بغيره من محدثات العلوم ومبتدعاتها وقد ذكر طلب العلم عند الإمام مالك فقال: إن طلبه لحسن إذا صحت فيه النية ولكن انظر ماذا يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي ومن حين تمسي إلى حين تصبح فلا تؤثرون عليه شيئاً.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!