موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

النعيم وإن تنوعت مظاهره إنما هو بشهوده واقترابه ، والعذاب وإن تنوعت مظاهره إنما هو بوجود حجابه ، فسبب العذاب وجود الحجاب ، وإتمام النعيم بالنظر إلى وجهه الكريم.


النَّعِيمَ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ مَظَاهِرُهُ إِنَّمَا هُوَ بِشُهُودِهِ وَاقْتِرَابِهِ ، وَالْعَذَابَ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ مَظَاهِرُهُ إِنَّمَا هُوَ بِوُجُودِ حِجَابِهِ ، فَسَبَبُ الْعَذَابِ وُجُودُ الْحِجَابِ ، وَإِتْمَامُ النَّعِيمِ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ.


يعني أن النعيم وإن تنوعت مظاهره التي يظهر فيها من المطاعم والملابس ونحوها في هذه الدار وفي تلك الدار إنما هو بشهوده تعالى بالبصيرة في الدنيا والبصر في الآخرة واقترابه سبحانه من العبد قرباً معنوياً . وأما إذا لم يكن شهود واقتراب كان ذلك النعيم في الحقيقة عين العذاب فإن العذاب وإن تنوعت مظاهره التي يظهر فيها من أنواع العقوبات: كحميم وزقوم وسلاسل وأغلال إنما هو بسبب احتجاب العبد عن ذي العزة والجلال وأما عند مشاهدته فليس ذلك بعذاب . وقد وضح ذلك بقوله: فسبب العذاب وجود الحجاب أي لا تلك المظاهر لذاتها ولذلك لم تكن النار عذاباً على الملائكة الموكلين بها . ويلوح لهذا المعنى قوله تعالى: { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ } ( 15 ) ( 16 ) المطففين

الْجَحِيمِ } . ثم قال: وإتمام النعيم بالنظر إلى وجهه الكريم أي لا بتلك المظاهر لذاتها .

فهجره أعظم من ناره ووصله أطيب من جنته .

أسأل الله جميل الوصال.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!