موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

إذا التبس عليك أمران، فانظر إلى أثقلهما على النفس فاتبعه، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا.


إِذَا الْتَبَسَ عَلَيْكَ أَمْرَانِ، فَانْظُرْ إِلَى أَثْقَلِهِمَا عَلَى النَّفْسَ فَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ لَا يَثْقُلُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا كَانَ حَقاً.


يعني: إذا التبس عليك أيها المريد أمران واجبان كطلب ما لابد منه من العلم والسعي على العيال أو مندوبان كطلب علم زائد على ما لا بد منه و الاشتغال بالنوافل فانظر أثقلهما على النفس فاتّبعه فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقاً أي أولى . فإن شأنها أن تميل إلى الحظوظ وتفر من الحقوق . وهذا بالنسبة لغير النفس المطمئنة وأما هي فقد يخف عليها عمل ما هو أولى فليكن نظر صاحبها حينئذ إلى ما هو أكثر فائدة وأعظم مزية . وقد ذكر بعضهم ميزاناً آخر تعرف به ما هو أولى بالتقديم من غيره عند الالتباس عليك وهو: أن تقدر نزول الموت بك في الوقت فأي عمل سرك أن تكون مشغولاً به إذ ذاك فهو حق وما سواه باطل لأن العبد لا يصدر منه في هذه الحالة إلا العمل الصالح الخالص من شوائب الرياء كما هو مقتضى قصر الأمل الذي هو أصل حسن العمل .

إذا علمت ذلك علمت أن من يأخذ في علم غير متعين عليه و لا يجني ثمرته إلا في ثاني حال مع تمكنه في الحالة الراهنة من إيقاع طاعة تزيد مصلحتها عليه بعيد عن درجات الكمال .

نسأل الله السلامة من الغفلة في زمان المهلة فإنها مبدأ كل عمل فاسد ومنشأ وجود الغرة والجهالة لكل عالم وعابد.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!