موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه لاكتفائه بمشيئته فكيف لا يستحي أن يرفعها إلى خليقته ؟.


رُبَّمَا اسْتَحْيَا الْعَارِفُ أَنْ يَرْفَعَ حَاجَتَهُ إِلَى مَوْلاَهُ لاكْتِفَائِهِ بِمَشِيئَتِهِ فَكَيْفَ لاَ يَسْتَحِيَ أَنْ يَرْفَعَهَا إِلَىَ خَلِيْقَتِهِ ؟.


يعني: أن رفع الهمة لسالكي طريق الآخرة عن المخلوقين مما يوجب قربهم من رب العالمين . فإن العارف ربما استحيا من سؤال المولى عز و جل اكتفاء بما قضاه له في الأزل فكيف لا يستحيي من رفع حاجته إلى بعض من العبيد وهم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد . ولذا قال أبو علي الدقاق: من علامة المعرفة أن لا تسأل حوائجك قلت أو كثرت إلا من الله تعالى مثل موسى عليه السلام فإنه اشتاق إلى الرؤية فقال: { قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } ( 143 ) الأعراف واحتاج مرة إلى رغيف فقال: { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } ( 24 ) القصص . وسئل الشاذلي عن الكيمياء فقال: أخرج الخلق من قلبك .

و اقطع يأسك من ربك أن يعطيك غير ما قسم لك .

و قال: ليس يدلك على فهم العبد كثرة عمله و مداومة ورده . و إنما يدل على نوره و فهمه غناه بربه و تحرره من رق الطمع و تحليه بحلية الورع . و بذلك تحسن الأعمال و تصلح الأحوال .

قال الله تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } ( 7 ) الكهف .

فحسن الأعمال إنما هو بالفهم عن الله . و الفهم هو ما ذكرناه من الغنى بالله و الاعتماد عليه و الاكتفاء به و رفع الحوائج إليه.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!