موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك ومحو دعاويك لم تصل إليه أبدا ؛ ولكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه ، ونعتك بنعته ، فوصلك إليه بما منه إليك ، لا بما منك إليه .


لَوْ أَنَّكَ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ إِلاَّ بَعْدَ فَنَاءِ مَسَاوِيكَ وَمَحْوِ دَعَاوِيكَ لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ أَبَدًا ؛ وَلَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ غَطَّى وَصْفَكَ بِوَصْفِهِ ، وَنَعْتَكَ بِنَعْتِهِ ، فَوَصَلَكَ إِلَيْهِ بِمَا مِنْهُ إِلَيْكَ ، لاَ بِمَا مِنْكَ إِلَيْهِ .


أي لو أنك لا تصل إلى الله تعالى - أيها المريد - إلا بعد فناء مساويك أي عيوبك ومحو دعاويك التي تدعيها من نسبة الأعمال إلى نفسك لم تصل إليه أبداً لأن المساوي والدعاوي طبعك ولو لم يكن إلا إرادتك تحصيل هذا الغرض بنفسك لكان كافياً فلو تأملت وجدت محاسنك كلها مساوي ولو كنت رأس المخلصين وأحوالك كلها دعاوي ولو كنت أصدق الصادقين . { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } ( 21 ) النور . ولذا قال أبو العباس المرسي: لن يصل الولي إلى الله حتى تنقطع عنه شهوة الوصول إلى الله تعالى يعني انقطاع أدب لا انقطاع ملل . وقوله: غطى وصفك بوصفه أي أظهر لك من صفاته السنية ما تغيب به عن صفاتك البشرية فتكون في مقام الحب الذي قال في صاحبه: " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش به ورجله التي يمشي بها " . وصاحب هذا المقام لا تكون له إرادة مع مولاه لأنه ما وصل إلى الله إلا بما من الله . { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ( 54 ) المائدة.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!