موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

ما طلب لك شيء مثل الاضطرار، ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار.


ما طَلَبَ لكَ شَيْءٌ مِثْلُ الاضْطِرارِ، وَلا أَسْرَعَ بِالمَواهِبِ إلَيْكَ مِثْلُ الذِّلَّةِ والافْتِقارِ.


أي ما طلب لك - أيها المريد - الحوائج من الله تعالى شيء مثل الاضطرار إليه إذ به تقع الإجابة لقوله سبحانه: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاه } ( 62 ) النمل . فقوله طلب مبني للفاعل الذي هو شيء فيكون شبه الاضطرار بشخص طالب . ويحتمل بناؤه للمفعول وشيء نائب فاعل على معنى أن أحسن مطلوب يطلبه العبد الاضطرار وهو أن لا يتوهم من نفسه حولاً ولا قوة ولا يرى لنفسه سبباً من الأسباب يعتمد عليه أو يستند إليه بل يكون بمنزلة الغريق في البحر أو التائه في التيه القفر لا يرى لغياثه إلا مولاه ولا يرجو لنجاته من هلكته أحداً سواه . والذلة والافتقار أمران موجبان لإسراع مواهب الحق تعالى إلى العبد المتصف بهما وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } ( 123 ) آل عمران . فذلتهم أوجبت عزتهم ونصرتهم كما قيل في هذا المعنى: .

وإذا تذللت الرقاب تقرباً منها إليك فعزها في ذلها .

وما ألطف قول بعضهم: .

حيث أسلمتني إلى الذال واللا م تلقيتني بعين وزاي .

وافهم هاهنا قوله صلى الله عليه و سلم: " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة ".



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!