موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

إنما استوحش العباد والزهاد من كل شيء لغيبتهم عن الله في كل شيء ، فلو شهدوه في كل شيء لم يستوحشوا من شيء.


إِنَّمَا اسْتَوْحَشَ العُبَّادُ وَالزُّهَّادُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لِغَيْبَتِهِمْ عَنِ اللهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، فلَوْ شَهِدُوهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ لَمْ يَسْتَوْحِشُوا مِنْ شِيْءٍ.


أي إنما يستوحش العباد - بضم العين جمع عابد - والزهاد - جمع زاهد - أي ينفرون من كل شيء يقطعهم عن الله بغيبتهم عن الله في كل شيء لكونهم محجوبين عنه تعالى برؤية أنفسهم ومراعاة حظوظهم . فإن الزهد في المزهود شاهد له بالوجود ولذا فروا من الأشياء واستوحشوا منها مخافة أن تفوت عليهم مقاصدهم لميلهم إليها وافتتانهم بها فلو شهدوه في كل شيء كما شهده العارفون والمحبون لم يستوحشوا من شيء لرؤيتهم له حينئذ ظاهراً في الأشياء كلها لأنهم يستدلون به عليها فيكون في ذلك من قرة أعينهم ما يشغلهم عن رؤيتهم لنفوسهم فلا يكون لهم من الأشياء وحشة ولا يخشون منها فتنة لأنها فانية متلاشية بهذا الاعتبار . جعلنا الله من أهل محبته إنه كريم غفار.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!