موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل، والعاقل ينظر ماذا يفعل الله به.


الغافِلُ إذا أَصْبَحَ يَنْظُرُ ماذا يَفْعَلُ، وَالعاقِلُ يَنْظُرُ ماذا يَفْعَلُ اللهُ بِهِ.


يعني: أن الغافل عن الله تعالى إذا أصبح فأول خاطر يرد عليه نسبة الفعل إلى نفسه فيقول: ماذا أفعل اليوم ؟ فهو جدير بأن يكله الله تعالى إلى نفسه . وأما العاقل فأول خاطر يرد عليه نسبة الفعل إلى الله تعالى فيقول: ماذا يفعل الله بي ؟ وذلك لدوام يقظته فهو جدير بأن يوفقه الله لأحسن الأعمال ويرشده لأصلح الأحوال . فأول خاطر يرد على العبد هو ميزان توحيده ولذا قال بعضهم من اهتدى إلى الحق لم يهتد إلى نفسه ومن اهتدى إلى نفسه لم يهتد إلى الله . فانظر إذا استقبلك شغل فإن عاد قلبك في أول وهلة إلى حولك وقوتك فأنت المنقطع عن الله وإن عاد قلبك في إلى الله سبحانه فأنت الواصل إليه . وقد كان سيدي عمر بن عبد العزيز يقول: أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر . وليكن من دعاء صاحب هذا المقام: اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ولا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني ولا أتقي إلا ما وقيتني الله وفقني لما تحبه وترضاه من القول والعمل في طاعتك إنك ذو الفضل العظيم.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!