موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

ليخفف ألم البلاء عليك علمك بأنه سبحانه هو المبلي لك. فالذي واجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار.


ليُخَفِّفْ أَلمَ البَلاءِ عَلَيْكَ عِلْمُكَ بِأَنَّهُ سُبْحانَهُ هُوَ المُبْلي لَكَ. فَالَّذي واجَهَتْكَ مِنْهُ الأقْدارُ هُوَ الَّذي عَوَّدَكَ حُسْنَ الاخْتِيارِ.


هذه الحكمة تسلية للسالكين حتى يذوقوا منها مذاق العارفين . فإنه من عرف أن البلايا من مولاه وسيده الذي هو أرحم به من والدته ووالده كيف يبقى .

له بالألم إحساس ؟ أم كيف لا يتلذذ به ؟ كما يتلذذ بالنعمة سائر الناس . كما قال في التنوير: .

وخفف عني ما ألاقي من العنا بأنك أنت المبتلي والمقدر .

وما لامرئ عما قضى الله معدل وليس له منه الذي يتخير .

يعني: أن علمك - أيها المريد - بأنه سبحانه هو المبلي لك يخفف ألم البلاء عنك . فإن الذي واجهتك منه الأقدار أي الأمور المقدرة عليك من مرض ونحوه هو الذي عودك حسن الاختيار أي اختيار الأمر الحسن الذي يلائمك فاتهم نفسك إذا ظننت خلاف ذلك وسلم الأمر تسلم فإن مولاك الحكيم بمصالحك منك أعلم . قال تعالى: { وَعَسى أن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ( 216 ) البقرة.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!