موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


تطلب التعبير. ولذلك قال العزيز «إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ‏ «1»». ومعنى التعبير الجواز من صورة ما رآه إِلى أمر آخر. فكانت البقر سنين في المَحْل والخصب. فلو صدَق في الرؤيا لذبح ابنه، وإِنما صدّق الرؤيا في‏ «2» أن ذلك عين ولده، وما كان عند الله إِلا الذِّبحَ العظيم في صورة ولده (27- 1) ففداه لما وقع في ذهن إِبراهيم عليه السلام: ما هو فداء في نفس الأمر عند االله‏ «3».

فصوّر الحس الذِّبح وصور الخيال ابن إِبراهيم عليه السلام. فلو رأى الكبش في الخيال لعبَّره‏ «4» بابنه أو بأمر آخر. ثم قال‏ «5» «إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ‏ «6»» أي الاختبار المبين أي الظاهر يعني الاختبار في العلم: هل يعلم ما يقتضيه موطن الرؤيا من التعبير أم لا؟ لأنه يعلم أن موطن الخيال يطلب التعبير: فغفل فما وفَّى الموطن حقه، وصدّق الرؤيا لهذا السبب كما فعل تقي بن مخلد الإمام صاحب المسند، سمع في الخبر الذي ثبت عنده أنه عليه السلام قال: «من رآني في النوم فقد رآني في اليقظة فإِن الشيطان لا يتمثل على صورتي» فرآه تقي بن مخلد وسقاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرؤيا لبناً فصدّق تقيُّ بن مخلد رؤياه فاستقاء «7» فقاء لبناً. ولو عبَّر رؤياه لكان ذلك اللبن علماً. فحرمه الله علماً كثيراً على قدر ما شرب‏ «8». ألا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ‏ «9» في المنام بقدح لبن: «فشربته حتى خرج الرِّي من أظافيري‏ «10» ثم أعطيت فضلي عمر». قيل ما أوَّلته يا رسول الله؟ قال العلم، وما تركه لبناً على‏


(1) ن: ساقطة

(2) ا: في ساقطة

(3) أي ففداه من أجل ما خطر بفكر إِبراهيم من أن الذي رآه كان صورة ابنه- وليس ذلك فداء حقيقيًّا في نفس الأمر عند الله، لأن الصورة التي رآها إبراهيم لم تكن صورة ابنه بل صورة الكبش ظاهرة في صورة ابنه.

(4) ا: لعبرنا عنه‏

(5) ب:+ تعالى‏

(6) ن: «إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ» أي الاختبار «المبين» أي الظاهر

(7) ن: فاستقى‏

(8) ن:+ من اللبن‏

(9) ب: لما أتى‏

(10) ب: أظفاري.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!