المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
فلا خلق أعلى من جماد وبعده نبات على قَدْرٍ يكون وأوزان
وذو الحس بعد النبت والكل عارف بخلاف كشفاً وإِيضاح برهان
وأما المسمى آدما «1» فمقيد بعقل وفكر أو قلادة إِيمان
بذا قال سهل «2» والمحقق مثلنا لأنا وإِياهم بمنزل إِحسان «3»
فمن شهد الأمر الذي قد شهدته يقول بقولي في خفاء وإِعلان
ولا تلتفت «3» قولًا يخالف قولنا ولا تبذر السمراء «4» في أمر عميان
هم الصم والبكم الذين أتى بهم لأسماعنا المعصوم في نص قرآن «4»
اعلم أيدنا الله وإِياك أن إِبراهيم الخليل عليه السلام قال لابنه: «إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ» والمنام حضرة الخيال فلم يعبرها. وكان كبش «5» ظهر في صورة ابن إِبراهيم في المنام فصدَّق إِبراهيم الرؤيا، ففداه ربه من وَهم إِبراهيم بالذبح «6» العظيم الذي هو تعبير رؤياه عند الله تعالى وهو «7» لا يشعر. فالتجلي الصوري في حضرة الخيال محتاج «8» إِلى علم آخر يدرك به ما أراد الله تعالى بتلك الصورة.
أ لا ترى كيف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر «9» في تعبير الرؤيا:
«أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً» فسأله أبو بكر أن يعرِّفه ما أصاب فيه وما أخطأ فلم يفعل. «10» وقال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام حين ناداه:
«أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا» وما قال له صَدَقْتَ «11» في الرؤيا أنه ابنك: لأنه ما عبرها، بل أخذ بظاهر ما رأى، والرؤيا «5»
(1) ا، ب: آدم
(2) سهل بن عبد الله التستري (المتوفي سنة 283 ه).
(3) ا: يلتفت بالياء
(4) ا: يبذر، ن: تبذل. والسمراء الحنطة ولا تبذر السمراء في أرض عميان أي لا تبذل المعرفة لغير المستعدين لقبوله
(5) ن: وكان كبشاً ظهر
(6) ب: بذبح
(7) ن: وهم لا يشعرون
(8) ن: إِنه محتاج
(9) ا:+ رضي الله عنه
(10) ا:+ صلى الله عليه وسلم
(11) ب: قد صدقت.