كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
نهاني الحق في الغطط |
|
عن المطاط والسقط |
والغطط هو النوم، كما ورد في الحديث عن نوم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن له غطيطا.[1]
وهذا التقرير ردّ بيّن على من اتّهم الشيخ محي الدين بأنه يقول بقِدم العالم، كما أورد محقق الديوان نفسه أن الذهبي نقل عن ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام يقول عن ابن العربي: "شيخ سوء كذّاب يقول بقِدم العالم ولا يحرّم فرجاً"، وهذا بلا شكّ قذف وافتراء وبهتان عظيم، ويقول الله تعالى في سورة الأحزاب ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [58])). ومن غير المستبعد أن يكون هذا الكلام مكذوباً على الشيخ عزّ الدين فلا نظنّ أنّه يقول مثل ذلك لأنه شيخ جليل، وقد نقل الذهبي هذا الكلام في "تاريخ الإسلام" بطريقين مختلفين عن ابن تيمية، وسوف نناقش هذا الموضوع بشكل مستفيض في الفصل السابع والأخير إن شاء الله تعالى.
كتاب نتائج الأذكار (بعد 631/1234)
يذكر عثمان يحيى في تصنيفه لكتب الشيخ محي الدين كتاب "نتائج الأذكار في المقربين والأبرار"،[2] وهو أحد الكتب المذكورة في الفهرس (رقم 189)، وفي الإجازة (رقم 197)، ولم يذكر الدكتور عثمان أي شيء عن محتويات هذا الكتاب ولو أن ذلك واضح من العنوان، ولكنه يذكر أن مؤلف الكتاب يشير إلى حادثة حدثت سنة 631، فيبدو أن هذا الكتاب قد تم تأليفه بعد هذا التاريخ.
إجازة الملك المظفر ابن الملك العادل (دمشق، غرة محرم 632/1234)
ومن الرسائل المهمة التي حفظت لنا جزءا من أسماء كتب الشيخ محي الدين هي الإجازة التي كتبها الشيخ رضي الله عنه للملك المظفر بهاء الدين غازي ابن الملك العادل الأيوبي وذكر فيها العديد من أشياخه بالإضافة إلى حوالي 290 مصنفا من مصنفاته. كتب الشيخ الأكبر رضي الله عنه هذه الإجازة في غرة محرم سنة 632 وقد توفي الملك المظفر سنة بعد ثلاث سنوات في الرابع من شهر محرم سنة 635/1237. ويوجد العديد من المخطوطات لهذه الرسالة وفيها بعض الاختلاف البسيط، الذي قد يكون ناتجا عن النسخ، فيما يخص عدد المصنفات،[3] وقد نشرت هذه الرسالة في القاهرة،[4] وذكرها أيضاً الشيخ يوسف
[1] ورد ذلك في عدد من الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرها، انظر في: صحيح البخاري: الجزء الأول، أبواب العمرة، رقم 1967، صحيح مسلم: الجزء الثاني، كتاب الحج، رقم 1180، كنز العمال: رقم 37087، 42178.
[2] مؤلفات ابن عربي: ص604.
[3] مؤلفات ابن عربي: 166.
[4] مجلة الأندلس، سنة 1955، المجلد 20.