كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
في أيدي المغول سنة 658/1260 ليبدأ بعدها عصر المماليك.[1]
الوضع السياسي في تلك الفترة
عندما استقر ابن العربي في دمشق كانت تحت حكم الملوك الأيوبيين من عائلة صلاح الدين الأيوبي، وقد بدأ ملكهم لدمشق من بعد صلاح الدين الذي توفي بعد فتحه للقدس بستة سنوات سنة 589/1193 وترك ستة عشر ولداً بالإضافة إلى إخوته وأبناء إخوته، فتنازعوا فيما بينهم على الملك وقامت الحروب حتى انتهت بتقسيم البلاد إلى ثلاثة ممالك: دمشق وحلب ومصر. فأخذ الابن الأكبر لصلاح الدين، واسمه نور الدين، دمشق ولُقّب بالملك الأفضل، وأخذ أبو الفتح حلب وسورية الغربية ولُقّب بالملك الظاهر غياث الدين، الذي لقي عنده الشيخ محي الدين ابن العربي حظواً كبيرا كما رأينا. أما مصر فكانت من نصيب عماد الدين عثمان الذي لُقّب بالملك العزيز. بعد ذلك توالى على حكم دمشق عدد من الملوك الأيوبيين حتى حروب المغول سنة 658/1260 وبداية حكم المماليك.
استمرت فترة حكم الملك الأفضل نور الدين لدمشق منذ سنة 582/1186، حيث كان أميراً عليها قبل وفاة صلاح الدين، إلى أن جاء بعده الملك العادل الأول سيف الدين في سنة 592/1196 واستمر حتى 615/1218، فجاء بعده الملك المعظم شرف الدين، الذي كان يحكم في السنوات الأولى من فترة إقامة الشيخ محي الدين ابن العربي في دمشق حتى سنة 624/1227 حيث انتقل الحكم إلى الملك الناصر صلاح الدين داود الذي استمر لمدة سنتين وتولى بعده الملك الأشرف الأول مظفر الدين حتى سنة 634/1237. بعد ذلك توالى عدد من الملوك ولم يستقر الملك طويلا لواحد منهم، فتولى الملك الصالح عماد الدين، للمرة الأولى، واستمر سنة حتى 635/1238 ثم تولى الملك الكامل الأول ناصر الدين، ثم في نفس السنة تولى الملك العادل الثاني سيف الدين، وبعد سنة انتقل المُلك إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، للمرة الأولى، ثم عاد من جديد بعد سنة إلى الملك الصالح عماد الدين، الذي بقي في الحكم حتى سنة 643/1245 ثم تولى بعده الملك الصالح نجم الدين أيوب، للمرة الثانية، ودام حكمه أربعة سنوات ألحقت بعدها الدولة الأيوبية في دمشق بالدولة الأيوبية في مصر تحت حكم الملك المعظم توران شاه لمدة سنة تسلم بعدها الملك الناصر صلاح الدين الثاني حتى دخل المغول دمشق سنة 658/1260، وبدأ بعدها حكم المماليك.
ولكن بشكل عام، على الرغم من الحروب المتكررة بين الأيوبيين، وحصارهم لدمشق مرات عديدة، فقد نعمت دمشق في هذه الفترة بالأمان والاستقرار ولم تكن الحروب تؤثر بشكل مباشر على الناس حيث كانت معظمها تنتهي باتفاق الملوك بين بعضهم وفك الحصار، باستثناء ما حدث سنة 626 وسنة 635 حيث أدت الحروب إلى تزعزع الأمن بشكل كبير وأثّرت على الحالة الاجتماعية لأهل دمشق، وكذلك أيضاً
[1] انظر: "تاريخ دمشق"، ابن كثير. "دمشق لؤلؤة الشرق وملكته"، جيرار دو جريج