كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
"شرف الأوتاد"، وفي رسالة إلى الملك كيكاؤس يشير إليه الخليفة العباسي الناصر بأنه "عمدة العارفين".[1] ولكن الأهم من ذلك أنه يتضح من خلال حديث ابن بابي أن مجد الدين كان له مكانة رفيعة عند الملك كيخسرو الذي كتب له قصيدة يدعوه فيها إلى العودة إلى بلده بعدما غادر إلى سورية عندما أزيح كيخسرو عن العرش، وأنه استُقبل استقبالاً ملكياً عندما رجع (ولا شكّ أن ابن العربي كان معه) تلبيةً للملك كيخسرو الذي استعاد الملك سنة 601/1205 كما ذكرنا أعلاه.[2]
وبذلك بدأ الشيخ محي الدين رحلته نحو الشمال برفقة مجد الدين وكذلك صاحبه القديم الذي لا يفارقه أبداً بدر الدين الحبشي. ولكنهم قبل أن يذهبوا إلى ملطية وقونية مرّوا بالمدينة المنورة وبغداد والموصل حيث قضى فيها الشيخ محي الدين مع أصحابه أوقاتاً جميلة من العبادة والتدريس وتأليف الكتب.
زيارة قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم (المدينة المنورة، 601/1205)
فبدأ الركب رحلتهم شمالا بالمدينة المنورة ثم بغداد متوجهين نحو الموصل، حيث يقول الشيخ محي الدين في ترجمان الأشواق:
أحبّ بلاد الله لي بعد طيبة |
|
ومكة والأقصـى مدينة بغدان |
وقال أيضاً في الديوان الكبير:
يا حبّذا المسجد من مسجد |
|
وحبّذا الروضة من مشهد |
ولا شك أن الشيخ محي الدين كان يزور المدينة في رحلاته المختلفة من وإلى مكة المكرمة لزيارة قبر رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، فقد قال في الباب الثاني والخمسين وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله (من سورة النساء، الآية 64) "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ"، أن هناك فرق بين
[1] الأوامر العلائية في الأمور العلائية، تأليف ابن بابي، طبع في تركيا سنة 1956، ص157.
[2] ابن باي، "الأوامر العلائية": ص91-93.
[3] الديوان: ص52.