موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الفاتحة: [تفسير الجلالين]

تفسير مختصر للشيخ جلال الدين المحلَّى (من سورة الكهف حتى سورة الناس إضافة إلى سورة الفاتحة)، ثم توفي سنة 864 هجرية، فأكمله الشيخ جلال الدين السيوطي (توفي 911 هجرية) من سورة البقرة حتى آخر سورة الإسراء
سورة الفاتحة

«بسم الله الرحمن الرحيم»

«الحمد لله» جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها من أنه تعالى: مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه، والله علم على المعبود بحق «ربِّ العالمين» أي مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم، وكل منها يُطلق عليه عالم، يقال عالم الإنس وعالم الجن إلى غير ذلك، وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم، وهو من العلامة لأنه علامة على موجده.

«الرحمن الرحيم» أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله.

أي الجزاء وهو يوم القيامة، وخص بالذكر لأنه لا ملك ظاهرًا فيه لأحد إلا الله تعالى بدليل «لمن الملك اليوم؟ لله» ومن قرأ مالك فمعناه الأمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائمًا «كغافر الذنب» فصح وقوعه صفة لمعرفة.

«إيَّاك نعبد وإياك نستعين» أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها.

«اهدنا الصراط المستقيم» أي أرشدنا إليه، ويبدَل منه:

«صراط الَّذين أنعمت عليهم» بالهداية ويبدل من الذين بصلته «غير المغضوب عليهم» وهم اليهود «ولا» وغير «الضالِّين» وهم النصارى ونكتة البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهوداً ولا نصارى. والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اَله وصحبه وسلم تسليما كثيراً دائما أبداً، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اسم السورة سورة الفاتحة (Al-Fatihah - The Opener)
ترتيبها 1
عدد آياتها 7
عدد كلماتها 29
عدد حروفها 139
معنى اسمها (فَاتِحَةُ) كُلِّ شَيءٍ: أوَّلُهُ وَمُبتَدَؤُهُ، والجمعُ: فَوَاتِحُ
سبب تسميتها لأنَّهُ تُفتَتَحُ بِكِتَابَتِهَا المَصِاحِفُ، وبقِرَاءَتِها الصَّلَوَاتُ
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الفَاتِحَةِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ (أُمِّ الكِتَابِ)، و(السَّبعِ المَثَاني)، وَسُورَةَ (الحَمدِ)
مقاصدها تَوحِيدُ اللهِ تَعَالَى وَتَعْظِيمُه بِالثَّنَاءِ عَلَيهِ وَعِبَادَتِهِ وَالدُّعَاءِ إِلَيهِ
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا
فضلها أَعظَمُ سُورَةٍ فِي القُرآنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِرَجُلٍ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُـورَةٍ في القُرْآنِ! الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ». (رَوَاهُ البُخَارِيّ). هِيَ نُورٌ، قال مَلَكٌ للنَّبِيِّ ﷺ: «أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ». (رَوَاهُ مُسلِم). هيَ شِفَاءٌ، قَالَ ﷺ للصَّحَابِيِّ الرَّاقِي بِالفَاتِحَةِ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَة». (رَوَاهُ البُخارِيّ)
مناسبتها مِنَ الآيَةِ الأُولَى إِلَى الآيةِ الخَامِسَةِ (1-5): ثَنَاءٌ عَلَى اللهِ وَتَحمِيدُهُ. مِنَ الآيةِ السَّادِسَةِ إِلَى السَّابِعَةِ (6-7): دُعَاءٌ بِالهِدَايَةِ وَالاستِقَامَةِ. فيها التَّعَلُّقُ بِاللِهِ تَعَالَى وَمَحَبَّتِهِ بِتَكرَارِ قِرَاءَةِ السُّورَةِ فِي الصَّلَوَاتِ. مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الفَاتِحَةِ) لِمَا بَعدَهَا مِن سُوَرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ: تُعَدُّ (الفَاتِحَةُ) مقدِّمةً مُجْمَلةً لأُصُولِ المَوضُوعَاتِ المُفَصَّلَةِ فِي سُوَرِ القُرْآنِ بَعدَهَ.
اختر الًجزء:
اختر السورة:
اختر الًصفحة:


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!