موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 344 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 344 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


بها بدا عفوه عنا ورحمته *** ومن يقوم به إحسانه نهضا
إلى الوجود الذي ما عنده عدم *** وهو الذي حصّل المأمول والغرضا
شخصا سويا وقد سماه لي بشرا *** من المباشرة الزّلفى التي انتهضا1
بها فأبصره في عين صورته *** مثلا فأنشأه حتى يرى عوضا
فلم يكن غيره إلا بجنته *** فزال عن نفسه المثل الذي افترضا
وقال أيضا:

إذا ما نعتّ الحقّ يوما فقيّد *** ولا تطلقنّ النعت إن كنت تهتدي
إذا أنت أرسلت النعوت ولم تكن *** تقيدها فيه فما أنت مهتدي
إذا كنت علاّما بما أنت ظاهر *** علمت بأنّ السرّ بالعبد مرتدي2
وإن كنت لا تدري ولست بطالب *** ولا باحث فاعلم بأنك معتدي
إذا لم يقع نفع لنفسك ههنا *** فأنت إذا بعثرت اخسر في غد
لو أنك مطلوب بكل جريمة *** ومتّ على التوحيد علما كان قد
ولست بأهل للخلود بناره *** ولست بمجروم ولست بمفسد3
كذا أنت عند اللّه في عين علمه *** بقبضة اليمنى تروح وتعتدي
دليلي عليه ذو السجلات فاعلموا *** وذلك عين الحكم في غير مشهد
وإن كنت سبّاقا لكل فضيلة *** تفوز إذا جاؤوا بأصدق مقعد
وقال أيضا:

ما كلّ من أفهمته يفهم *** ويفهم الشخص ولا بفهم
ما قلت للقوم الذي قلته *** إلا كما أخذته عنهم
إذا رأيت المرء في حالة *** موفقا فذلك الملهم
تنفذ في الأنفس أحكامه *** على الذي قال لي الملهم
فيبهم الأمر الذي أوضحوا *** ويوضح الأمر الذي أبهموا
وكلّ نصّ بيّن جاءهم *** عند الذي ذكرته مبهم
إني رأيت الناس في غفلة *** وإنها مني لا منهم
وقال أيضا منها:

يا لائمي إن لم تكن عيننا *** ذواتهم يا لائمي كن هم


1) الزّلفى: القربة.

2) السر: لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن، ونور روحاني هو آلة النفس وهو محل المشاهدة.

3) يريد أن المؤمن العاصي لا يخلّد في النار.


- الديوان الكبير - الصفحة 344


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!