بلادا مواتا لا نبات بأرضها | *** | فأضحت لمحياها تبسم بالزهر |
تتيه به عجبا وزهوا ونحوه | *** | حدائق أزهار معطرة النثر |
نراها مع الأرواح تثنى غصونها | *** | حنوّا على العشاق دائمة البشر |
فيا حسنه علما يقوم بذاتنا | *** | جمعنا به بين الذراع مع الشبر |
وما بين سعي الساع والباع والذي | *** | يهرول بالتقسيم فيه وبالشبر |
فيحظى بمجلاه وبالصورة التي | *** | لها سورة فوق الطبيعة والفقر |
سريت إليه صحبة الروح قاصدا | *** | إلى بيته المعمور في رفرف الدّر1 |
فكن في عداد القوم واصحب خيارهم | *** | ولا تك في قوم أسافلة غمر |
ولا تتركنهم وانظر الحق فيهم | *** | كما تشهد الأبصار منزلة الغضر |
ولا تتخذ نجما دليلا عليهم | *** | فسكناهم المعروف بالبلد القفر |
وعاشر إذا عاشرت قوما تبرقعوا | *** | أشدّاء مأمونين من عالم القهر |
علوم عباد اللّه في كل موقف | *** | وغير عباد اللّه في موقف النشر |
ترى عابد الرحمن في كل حالة | *** | تميل به الأرواح كالغصن النضر |
بقاء وجودي في الوجود منعما | *** | بما أنعم اللّه عليّ من السحر |
يسوق لي الأرواح من كل جانب | *** | فما معجزات بالخيال ولا السحر |
كما جاد لي بالحل من كل حرمة | *** | صبيحة يوم الرمي من ليلة النحر |
ويمم لي المطلوب من كل منسك | *** | تجلى لنا فيه إلى حالة النفر |
سباني وأبلاني بكل مقرطق | *** | وما نظم الرحمن من لؤلؤ التعر2 |
نزين به إكليل تاج وساعد | *** | وسلك يدليه على لبّة النحر |
لقد أنشأ اللّه العلوم لناظري | *** | على صور شتى من البيض والسمر |
ترفلن في أثواب حسن مهيم | *** | منوّعة الألوان من حمر أو صفر |
فمتكىء منهم على فرش ألبها | *** | ومتكىء منهم على رفرف خضر |
وبيض كريمات عقائل خرّد | *** | يجرّرن أذايل البها أيما جرّ3 |
لقد جمع اللّه الجمال لأحمد | *** | وغير رسول اللّه منه على الشطر |
فمن كان يدري ما أقول ويرتقي | *** | إلى عرشه العلويّ من شاطىء النهر |
فذاك الذي حاز الكمال وجوده | *** | وزاد على الأملاك علما بما يجري |
1) سرى: سار ليلا. الروح: أي جبريل عليه السلام: الرفرف: عبارة عن المكانة الإلهية.
2) المقرطق؛ من القرطق: ضرب من اللبس، وهو معرّب كرته.
3) بيض كريمات عقائد خرّد. أي النساء الحسناوات. والخرّد: جمع الخريدة وهي البكر لم تمسس أو الخفرة الطويلة السكوت.