المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن إبن ماجه) - [الحديث رقم: (5)]
(سنن إبن ماجه) - [الحديث رقم: (5)]
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَفْطَسُ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْفَقْرَ وَنَتَخَوَّفُهُ فَقَالَ أَالْفَقْرَ تَخَافُونَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُصَبَّنَّ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا صَبًّا حَتَّى لَا يُزِيغَ قَلْبَ أَحَدِكُمْ إِزَاغَةً إِلَّا هِيهْ وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ صَدَقَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَنَا وَاللَّهِ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ
قَوْله ( وَنَتَخَوَّفهُ ) أَيْ نُظْهِر الْخَوْف مِنْ لُحُوقه بِنَا آلْفَقْر بِمَدِّ الْهَمْزَة عَلَى الِاسْتِفْهَام وَهُوَ مَفْعُول مُقَدَّم لَتُصَبَّنَّ عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول وَالنُّون الثَّقِيلَة قَوْله ( لَا يَزِيغ ) مِنْ الْإِزَاغَة بِمَعْنَى الْإِمَالَة عَنْ الْحَقّ قَوْله ( قَلْب أَحَدكُمْ ) بِالنَّصْبِ مَفْعُول بِهِ ( إِلَّا هِيهِ ) هِيَ ضَمِير الدُّنْيَا وَالْهَاء فِي آخِره لِلسَّكْتِ وَهُوَ فَاعِل يَزِيغ قَوْله ( لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ ) أَيْ مَا فَارَقْتُكُمْ بِالْمَوْتِ فَصِيغَة الْمَاضِي بِمَعْنَى الِاسْتِقْبَال أَوْ قَدْ اِجْتَهَدْت فِي إِصْلَاح حَالكُمْ حَتَّى صِرْتُمْ عَلَى هَذَا الْحَال تَرَكْتُكُمْ عَلَيْهَا وَاشْتَغَلْت عَنْهَا بِأُمُورِ أُخَر كَالْعِبَادَةِ فَصِيغَة الْمَاضِي عَلَى مَعْنَاهَا قَوْله ( عَلَى مِثْل الْبَيْضَاء ) ظَاهِر السَّوْق أَنَّ هَذَا بَيَان لِحَالِ الْقُلُوب لَا لِحَالَةِ الْمِلَّة وَالْمَعْنَى عَلَى قُلُوب هِيَ مِثْل الْأَرْض الْبَيْضَاء لَيْلًا وَنَهَارًا وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون لَفْظ الْمِثْل مُقْحَمًا وَالْمَعْنَى عَلَى قُلُوب بَيْضَاء نَقِيَّة عَنْ الْمَيْل إِلَى الْبَاطِل لَا يُمِيلهَا عَنْ الْإِقْبَال عَنْ اللَّه تَعَالَى السَّرَّاء وَالضَّرَّاء فَلْيُفْهَمْ ثُمَّ الْحَدِيث مِمَّا اِنْفَرَدَ بِهِ الْمُصَنِّف رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى.