المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن النسائي) - [الحديث رقم: (731)]
(سنن النسائي) - [الحديث رقم: (731)]
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّ رِجَالًا أَتَوْا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ وَقَدْ امْتَرَوْا فِي الْمِنْبَرِ مِمَّ عُودُهُ فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِمَّ هُوَ وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ وَأَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فُلَانَةَ امْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ أَنْ مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ ثُمَّ جَاءَ بِهَا فَأُرْسِلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ هَا هُنَا ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقِيَ فَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَادَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتِي
قَوْله ( وَقَدْ اِمْتَرَوْا ) مِنْ الِامْتِرَاء أَيْ جَرَى كَلَامهمْ فِي شَأْن الْمِنْبَر ( مِمَّ ) أَيْ مِنْ أَيِّ شَجَرَة ( عُوده ) أَيْ عُود الْمِنْبَر ( أَنْ مُرِي ) أَنْ تَفْسِيرِيَّة لِمَا فِي الْإِرْسَال مِنْ مَعْنَى الْقَوْل ( أَنْ يَعْمَل لِي أَعْوَادًا ) أَيْ يَجْمَعهَا وَيُصَوِّرهَا وَيُرَتِّبهَا عَلَى وَجْه يُمْكِن الْجُلُوس عَلَيْهَا ( مِنْ طَرْفَاء الْغَابَة ) مَوْضِع قَرِيب مِنْ الْمَدِينَة وَالطَّرْفَاء نَوْع مِنْ الشَّجَر ( ثُمَّ جَاءَ بِهَا ) أَيْ بِالْأَعْوَادِ وَكَذَا سَائِر الضَّمَائِر تَعُود إِلَى الْأَعْوَاد ( رَقِيَ ) بِكَسْرِ الْقَاف أَيْ صَعِدَ ( صَلَّى عَلَيْهَا ) أَيْ عَلَى تِلْكَ الْأَعْوَاد وَكَانَتْ صَلَاته عَلَى الدَّرَجَة الْعُلْيَا مِنْ الْمِنْبَر فِي فَتْح الْبَارِي وَإِنَّمَا صَلَّى لِيَرَاهُ النَّاس كُلّهمْ بِخِلَافِ مَا إِذَا كَانَ عَلَى الْأَرْض فَإِنَّهُ يَرَاهُ بَعْض دُون بَعْض ( ثُمَّ نَزَلَ ) عَنْ دَرَجَات الْمِنْبَر وَمَشَى إِلَى وَرَائِهِ حَتَّى صَارَ بِحَيْثُ يَكُون رَأْسه وَقْت السُّجُود مُتَّصِلًا بِأَصْلِ الْمِنْبَر فَسَجَدَ كَذَلِكَ ( وَالْقَهْقَرَى ) بِالْقَصْرِ الْمَشْي إِلَى خَلْف ( ثُمَّ عَادَ ) إِلَى دَرَجَات الْمِنْبَر بَعْد الْقِيَام مِنْ السَّجْدَة الثَّانِيَة وَهَذَا الْعَمَل الْقَلِيل لَا يُبْطِل الصَّلَاة وَقَدْ فَعَلَهُ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَيَانِ كَيْفِيَّة الصَّلَاة وَجَوَاز هَذَا الْعَمَل فَلَا إِشْكَال وَيُفْهَم مِنْهُ أَنَّ نَظَر الْمُقْتَدِي إِلَى أَمَامه جَائِز ( لِتَأْتَمُّوا ) أَيْ لِتَقْتَدُوا ( وَلِتَعْلَمُوا ) مِنْ التَّعَلُّم أَيْ الْعِلْم وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.


